نشرت منصات الإعلام الحربي التابع لحزب الله، مقطع فيديو بعنوان “جبالنا خزائننا” استعرض منشأة “عماد 4″ ظهرت فيها شبكة أنفاق تحتوي على صواريخ وشاحنات، وذلك بالتزامن مع انتظار رد حزب الله على اغتيال القيادي في صفوفه فؤاد شكر، الملقّب بـ”الحاج محسن”.
أثار المقطع المصوّر الذي نُشر أمس الجمعة، اهتمام المحللين والخبراء العسكريين نظراً لتوقيته ونوعية الأسلحة التي ظهرت فيه، وفي هذا الصدد نقل موقع قناة “الجزيرة” عن العميد الركن الدكتور هشام جابر، تأكيده أن “الفيديو يمثل تحذيراً قويّاً لإسرائيل”، موضحاً أن “هذه المدينة تحت الأرض ستكون في انتظارهم إذا شنوا حرباً شاملة على لبنان”.
وأضاف أنه “إذا لم يتمكن الإسرائيليون من اكتشاف أنفاق غزة خلال العشرة أشهر الماضية، فلن يكون بمقدورهم الكشف عن أنفاق لبنان لسنوات، وهذه الرسالة تهدف إلى ردعهم من اتخاذ أي خطوات متهورة ضد جنوب لبنان”.
ولفتت مقالة لصحيفة “الأخبار” اللبنانية إلى أن “هذه المشاهد عيّنة جاءت لتخلط أوراق العدو، الذي يتصرف على أساس أنه يملك فكرة إجمالية عن هذه القدرات مع بعض التفاصيل هنا أو هناك، لكن حزب الله أراد أن يوجّه أنظار العدو إلى بعض تفاصيل القدرة بهدف تعميق الردع، ودفعه إلى تقليص أي خطأ في التقدير يورّط نفسه والمنطقة في خيارات عسكرية واسعة”.
وأشارت “الأخبار” إلى أن “كشف هذا الجانب من القدرات، يأتي ليؤكد أن حزب الله انتقل من مرحلة القرار بالرد، إلى التمهيد العملياتي لتنفيذه، بتعزيز قوة الردع التي تهدف إلى إحباط الرهان على أي خيار استباقي ولتجعل قادة العدو أكثر عقلانية في أعقاب الرد الآتي، وإذا ما أخطأ العدو التقدير، فإن حزب الله مستعدّ للمواجهة مهما بلغت التضحيات، ولتأكيد أن خيارات حزب الله ليست بين الحرب الشاملة، والتسليم بالقواعد والمعادلة التي يحاول العدو التأسيس لها، وإنما لديه الإرادة والقدرة على الرد القوي والفاعل والمؤثّر وينقل كرة النار إلى طاولة القرار في تل أبيب وواشنطن”.
وفي هذا الصدد، نوّهت صحيفة “النهار” اللبنانية بأن “المنشأة تحمل اسم عماد 4، مما يعني أن ثمّة منشآت أخرى”.
ونقلت عن العميد المتقاعد خلدون جابر، إشارته إلى أن “ما كُشف عنه هو جزء صغير من خريطة أنفاق كبيرة. وهذا الكشف يندرج ضمن إطار الحرب النفسية، ويوجّه رسائل إلى إسرائيل مفادها أنّ “لبنان سيكون مصيدة كبيرة لإسرائيل في حال قرّرت الأخيرة اجتياح لبنان، والوضع على الأرض سيكون أسوأ ممّا هو عليه في غزّة”.
وأضافت “النهار” أنه “لا يعلم العميد جابر، ما إذا كانت هذه الأنفاق تصل إلى الداخل الإسرائيلي، لكنّه قبل أعوام قليلة، أطلقت “إسرائيل” عملية “درع الشمال” لتدمير أنفاق لـ”حزب الله” كان يعمل لتنفيذها جنوب الحدود. وفي هذا السياق، تتصوّر الحكومة الإسرائيلية وجود أنفاق لحزب الله عند الحدود الشمالية، تصل إلى مستشفى الجليل، في مدينة نهاريا الواقعة على الساحل الشمالي الإسرائيلي، بحسب الإعلام العبري”.
يشار إلى أنه في 30 تموز الفائت، نفذ الكيان الإسرائيلي غارة جوية استهدفت بناءً سكنياً في العاصمة اللبنانية بيروت، استشهد إثرها القيادي في حزب الله فؤاد شكر، وشدد أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، بعد هذه العملية على أن الرد على هذا الاغتيال حتمي.