أثر برس

عهد نتنياهو على حافة الهاوية

by Athr Press B

خاص || أثر برس لعلّ رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو يدرك أن أيهود أولمرت وشريكيه عمير بيريتس ودان حالوتس قد اختفوا من الحياة السياسية بعد تقرير فينوغراد الذي حمّلهم مسؤولية الفشل في العدوان على لبنان عام 2006، كما يعلم خصوصاً أين أضحت نهاية أيهود أولمرت بعد أن أقرّت المحاكم “الإسرائيلية” التّهم التي وجّهت إليه في قضايا الفساد، والتي تهدد نتنياهو بذات المصير في السجن.

لم تمر على الكيان الإسرائيلي سابقة سياسية في تشكيل الحكومة كالتي تحدث اليوم، والمأزق الأبرز في ذلك عنوانه نتنياهو، حيث من الممكن أن تتجه المرحلة القادمة إلى القيام بعملية انتخابية ثالثة بعد فشل التوصل إلى انتخاب رئيس يكلّف بتشكيل الحكومة ويحصل على ثقة 61 عضواً من الكنيست، فالنتيجة انتهت متقاربة بين حزب الليكود الذي يمثله نتنياهو و تحالف أزرق أبيض (الجنرالات) بزعامة غانتس وذلك عبر مرحلتين من الانتخابات، رغم فوز الأخيربـ 33 صوتاً مقابل 31 صوت لنتنياهو، ولكن هذه المعادلة لا تسمح لغانتس بأن يترأس الحكومة القادمة لطالما أن تحالفه لم يحصل في نهاية المطاف على النصاب اللازم لذلك.

تعمّد نتنياهو عرقلة تشكيل الحكومة لأن كلّ السيناريوهات لا تساعده على الاحتفاظ بمنصبه كرئيس لها، ويدرك خصومه السياسيون بأن لوائح الاتهام الثلاث بقضايا الفساد التي ستصدر بحقه يوم الأربعاء المقبل، من شأنها أن تؤثر على الداخل “الإسرائيلي”، ويراهنون على انشقاقات لأحزاب في كتلة الليكود تغيّر في سير الأزمة لصالح تحالف غانتس، فرئيس الكيان الإسرائيلي رؤوفين ريفلين فوّض نتنياهو بالعمل على تشكيل حكومة وحدة وذلك حسب قانون الانتخابات، وبغض النظر عن حصول نتنياهو على الأصوات الأقل، لأن كتلة الليكود تشكّل أكبر تجمّع في الكنيست بـ 55 مقعداً، علماً بأن تحالف غانتس يضم 57 مقعد، ولكن أصوات العرب العشرة في التجمع الوطني الديمقراطي التي دعمت غانتس لا يستطيع رئيس الكيان أخذها بعين الاعتبار.

إن فرصة نتنياهو بتشكيل الحكومة مستحيلة غير أنه يصرّ على مفاوضة غانتس بتشكيل حكومة مشتركة تقوم على تناوب رئاسة الوزراء ويرأسها لمدة سنتين رغبة منه بمحاولة تغيير المسار القضائي أو انتظار عفو رئاسي، لكنه بعد الاجتماع الأخير بينهما تبادل الطرفان التهم بعرقلة كل منهما لجهود الاتفاق، وتبيّن لنتنياهو بأن غانتس لن يجتمع معه أخيراً في حكومة واحدة.

إن جميع السيناريوهات التي تنتظر نتنياهو مستحيلة، فرئيس حزب (إسرائيل بيتنا) أفيغدور ليبرمان تعهّد بعدم الانضمام إلى نتنياهو رغم أنهما يمثلان الميول نفسها في التطرف اليميني، لأن ليبرمان لا يرضى بالتعامل مع جماعة المتدينين المتحالفين مع نتنياهو، ولولا ذلك فإن انضمام حزب ليبرمان بـ 8 مقاعد إلى كتلة الليكود يكمل نصاب الكنيست لتحل معجزة نتنياهو.

مع فشل نتنياهو بالخروج من الأزمات التي تعصف به، ورفض أفيحاي مندلبليت المستشار القضائي لحكومة الكيان الإسرائيلي الطلب باستجوابه علناً ليستمع المستوطنون إلى إجاباته، يقف نتنياهو بعد ثلاث عشرة سنة من عهده العنصري على حافة الهاوية، فالانتخابات الثالثة لن تبدّل من السقوف التي تنتهجها الأحزاب، وخلال فترة الـ 3 أسابيع التي تُمنح للكنيست لاختيار رئيس للحكومة لن تفرز تكتلات جديدة من شأنها تغيير الأوضاع الحالية، ولاسيما أن 63% من “الإسرائيليين” لا يريدون الذهاب إليها.

علي أصفهاني

اقرأ أيضاً