خاص || أثر برس دفع غلاء المعيشة الكثير من السيدات ربات المنزل، إلى التفكير بطرق عدّة للتوفير والتحايل على المتطلبات المعيشية، بما يتناسب مع الدخل المعيشي وتراجع القوة الشرائية لأصحاب الدخل المحدود، وعلى الرغم من بهجة العيد، إلا أنه يرخي بثقله على كاهل الكثير من العائلات التي لا تستطيع تدبّر مصاريف شراء الملابس لأطفالها، والحلويات، والأكل والشرب، من دون التفكير بأي مشروع للخروج من المنزل للترفيه خلال عطلة العيد.
لا عيد من دون حلويات، متلازمتان لا بد من التسليم لهما، جعلتا الكثير من السيدات يتوجهن إلى صنع الحلويات في المنزل من باب التوفير، وعلى مبدأ أن “شغل البيت أنضف، وبيعرف الواحد شو عم ياكل”، ويترأس المعمول قائمة حلويات العيد المتعارف عليها والأكثر شعبية بما يتناسب مع الميزانية المخصصة لبند مصاريف العيد.
نظرية توفيرية:
“بس بجوز، وتمر”، بهذه الجملة المقتضبة تسارع سوسن (ربة منزل) للتعقيب على صناعتها للمعمول في المنزل، مدللة بارتفاع سعر الفستق الحلبي الذي بات عصياً على “المعترين”، ما يجعلها وكثيرات غيرها يصنعن المعمول بحشوة جوز، تمر، من منطلق التوفير، ناهيك عن الكعك السادة.
وفي حسبة توفيرية سريعة، أشارت سوسن إلى أن كيلو معمول الفستق يباع اليوم بسعر 125 ألف ل.س، فيما تكلفة صناعته في المنزل تتراوح بين 40-50 ألف ل.س، يعني أقل من النصف، مضيفة: “كل ليرة أستطيع توفيرها من خلال صنع المعمول في البيت، عائلتي أحق فيها”.
الرأي نفسه، شاطرتها فيه “أم نسيم” التي أكدت أن صنع الحلويات في البيت أوفر، بالإضافة إلى أن نكهته أطيب باعتبار أن ربة المنزل تضع المكونات على ذوقها ومن أنواع تتمتع بالجودة.
العيد ينعش سوق التواصي:
تفشي ظاهرة صنع الحلويات في المنزل مدفوعة بارتفاع الأسعار، جعلها تصبح مصدر رزق لسيدات أقبلن على هذه المهنة بدافع مساعدة أزواجهن في الدخل الشهري، أو لعدم وجود معيل لأسرهن سواهن.
وقالت منى من ريف القدموس لـ”أثر”: “في البداية كنت أصنع الحلويات لعائلتي فقط، من باب التوفير نظراً لارتفاع أسعار الحلويات في السوق، لكن منذ العام الماضي أصبحت أصنع الحلويات أيضاً للأقارب والمعارف والأصدقاء حسب التواصي، بعد أن أعجبهم مذاق الحلويات التي أصنعها والتي وصفوها بأنها أطيب من حلويات السوق”.
وأضافت: الطلبات تتركز خلال فترة العيد، وفيما إذا كانت هناك مناسبة خاصة عند إحدى العائلات وتحتاج للحلويات، مشيرة إلى أنها تستقبل طلبات التواصي قبل العيد بأسبوعين، لتبدأ بالتجهيز قبل أسبوع من العيد، حيث تشتري من السوق المواد المطلوبة حسب التواصي فيما يتعلق بالحشوة.
وأكدت “منى” أن أكثر تحدي يواجهها في عملها هو الكهرباء، فنصف ساعة وفي أحسن الأحوال ساعة لا تمكنها من إنجاز سوى كمية قليلة، مبينة أنها تحضر المعمول وغيره من أنواع الحلو وتوضبه ضمن الصواني قبل موعد التغذية الكهرباىية بدقائق وما إن تصل الكهرباء حتى تسارع لتشغيل الفرن.
وأوضحت “منى” أنها لا تعتمد فقط على فرن الكهرباء، وإنما تستخدم أيضاً فرن الغاز، لكنها تعاني أيضاً من مشكلة تأمين أسطوانة غاز، وتكبّد شراءها بالسعر الحر بسعر يتجاوز 100 ألف ل. س.
من جهتها، تصنع “ازدهار” سيدة من ريف طرطوس، الحلويات منذ أكثر من 3 سنوات في منزلها وتبيعها بأسعار منطقية ومعقولة، لتعيل أسرتها وتتكفّل بطبابة زوجها المريض، وهي معروفة اليوم في قريتها النمرية والقرى المجاورة، حيث يتم توصيتها من زبائن كثر لما تتمتع به الحلويات التي تصنعها من مذاق طيب وبأسعار مقبولة.
صفاء علي – طرطوس