خاص || أثر برس تستكمل وحدات الجيش السوري عمليات انتشارها وتعزيز نقاطها في منطقة عين العرب في ريف حلب الشمالي الشرقي، وسط ترحيب كبير من قبل الأهالي الذين عادوا إلى المدينة بعد أيام من التهجير القسري نتيجة العدوان التركي الذي كان يستهدف مدينتهم خلال الفترة السابقة.
وبيّن قائد ميداني في الجيش السوري خلال حديثه لـ “أثر برس”، أن قوات الجيش السوري انتشرت في مختلف أنحاء المدينة من مبنى “السياسية” إلى المخافر والساحات العامة ونقاط الجمارك، وعلى طول الشريط الشائك الحدودي مع تركيا.
وأشاد عناصر الجيش السوري بالحفاوة والترحيب الذي تلقوه أثناء وبعد دخولهم مدينة عين العرب من قبل الأهالي، مبينين بأن أهالي المدينة ومنذ اللحظة الأولى لدخول القوات السورية، سارعوا إلى نقاط تواجد الجنود السوريين وأعربوا عن تعاونهم وفرحهم بهذه الخطوة، كما أصرّوا على تقديم الطعام والحلويات والمستلزمات المختلفة لعناصر الجيش الذين أعادوا شعور الأمان والراحة إلى الأهالي بعد فترة طويلة من الضغط عليهم جراء العدوان التركي والتهديدات المستمرة باقتحام المدينة.
وقال أبو عصمت، من أهالي مدينة عين العرب لـ “أثر برس”: “لا يمكن تخيل حجم معاناتنا والضغط والأذى النفسي الذين تعرضنا له خلال الشهر الماضي على الأقل، أي بعد تصريحات أردوغان وبدء عملياته العسكرية تجاهنا، كنا نتحسب في أي لحظة لدخول قواته والمسلحين التابعين لها إلينا، عدا عن القصف المستمر الذي نفذه الأتراك علينا، لكن اليوم اختلف الوضع تماماً، وأصبحنا متأكدين من انتهاء هذه الفترة المريرة التي عايشناها بعد أن عاد الجيش السوري إلينا”.
“ما بفيدك غير ابن بلدك، ونحن كنا عرفانين أنه ما رح يفيدنا ويوقف معنا غير جيشنا بالنهاية”، بهذه الكلمات رد الحاج “سيدو” على سؤال لـ “أثر برس” حول مسألة انسحاب أمريكا من منطقتهم بعد سنوات من ادعائها بأن وجودها هو لحماية المدنيين في الشمال السوري، وأضاف “سيدو”: “لا ننكر أننا وثقنا لفترة من الفترات بالأمريكيين بعد الأفكار التي كان يتم زرعها في رؤوسنا عن قدرتهم على حمايتنا، ولكن في كل مرة كنا نفكر فيها بشكل عقلاني، كنا نعرف بأنهم لن يدافعوا عنا عندما يصبحون على المحك”.
وأردف بالقول: “دخول الجيش السوري إلى عين العرب كان حلماً لطالما راودنا، لأننا كنا متأكدين بأن لا أحد قادر على الدفاع عن الشعب إلا أبناء البلد، واليوم تحقق هذا الحلم”.
وعن الأوضاع التي عاشها أهالي عين العرب خلال السنوات الماضية، تحدثت إحدى سيدات المدينة لـ “أثر برس” بالقول: “منذ عام 2012 عانينا شتى أنواع المعاناة النفسية والجسدية، منذ ذلك الحين ومختلف الأخطار تحيط بنا، من (جيش حر) ودواعش وأتراك، لم نكن نستطيع أن ننام ونحن متأكدين أن اليوم الثاني سيمر علينا بأمان أم لا، وخلال الشهر الماضي وبعد أن بدأت تركيا عملها العسكري باتجاهنا من قصف وتخريب وتدمير، سارعنا إلى النزوح من عين العرب وبتنا عدة أيام في العراء دون مأوى أنا وعائلتي”.
وأضافت: “بعد أن سمعنا بأن الجيش في طريقه إلى عين العرب، عدنا مباشرة إلى المدينة وانتظرنا وصوله بفارغ الصبر، كنا نعلم منذ البداية بأنه الجيش السوري هو الوحيد القادر على ضمان أمننا وحمايتنا، ونحن اليوم أصبحنا غير خائفين من أي شيء، سننام مطمئنين الآن”.
وفي جولة لـ “أثر برس” ضمن مدينة عين العرب، شوهد أهالي المدينة يعيشون حياتهم الطبيعية بشكل اعتيادي وهادئ، كما عادت مختلف المحال التجارية إلى فتح أبوابها من جديد، فيما لوحظ استمرار عودة الأهالي الذين كانوا نزحوا من المدينة خلال الأسابيع الماضية جراء العدوان التركي، إلى منازلهم”.
يذكر أن الجيش السوري دخل مدينة عين العرب منتصف الأسبوع الماضي، وسارع إلى نشر قواته في مختلف أنحاء المنطقة وخاصة قرب الحدود السورية- التركية، حيث دخلت القوات السورية إلى المعبر الحدودي مع الأتراك ورفعت العلم السوري فوقه، لتعود عين العرب أو كما يسميها السكان المحليون “كوباني” مجدداً إلى كنف الدولة السورية بعد /8/ سنوات كاملة.
زاهر طحان – حلب