منذ أن استلم جو بايدن، سدة الرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية يغيب الوضوح بشكل كامل عن الاستراتيجية الأمريكية المُتبعة في سوريا، وسادت حالة من الغموض في هذه السياسة، فيما يستمر نشر التقارير حول الضغوط التي تُمارس على إدارة بايدن لضبط التحركات العربية إزاء دمشق ووضع سياسة أكثر وضوحاً.
وفي الصحف العربية والأجنبية نشر المحللون آراء حول هذه السياسة الأمريكية في عهد بايدن.
حيث جاء في صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية:
“استراتيجية الرئيس، جو بايدن، تجاه سوريا عصيّة على الفهم، والفجوة بين أفعاله وأقواله جعلت الدول تشعر بالارتباك، والشعب السوري بالتخلي عن سوريا”.
فيما نشرت صحيفة “الشرق الأوسط” مقالاً تناول بثوابت واشنطن في سوريا، أفاد بأن هذه الثوابت مرتبطة بثلاث نقاط رئيسية وهي إحداث تغييرات في الدولة السورية والحد من الوجود الإيراني في سوريا وعدم الزج بالجنود الأمريكيين بحروب عسكرية خطيرة، وفي الوقت ذاته أشار المقال إلى أن: “سوريا لم تحتل ولن تحتل في المدى المنظور موقعاً متقدماً في سلم اهتمامات البيت الأبيض، بل يرجّح أن تبقى في أسفل درجات السلّم، بسبب تواضع المنافع الاقتصادية والتجارية لبلد ريعي لا يمتلك ثروات باطنية مغرية؛ فكيف الحال وقد طاله خراب معمم، وبسبب قيمتها المحدودة في حسابات التنافس على الهيمنة العالمية، ربطاً بميل الإدارة الأميركية للاهتمام بالوضع الداخلي وهمومه الاقتصادية والاجتماعية، وتقدم تحديات خارجية معلنة، أوضحها ردع مخاطر صعود الصين كمنافس اقتصادي ومنازع على موقع الريادة، وفي الطريق توظيف البؤرة السورية كمستنقع استنزاف لخصومها وأعدائها، كروسيا وإيران، وإرهاقهم وتعميق أزماتهم”.
ومن وجهة نظر أخرى جاء في صحيفة “الأخبار” اللبنانية:
“يبدو أن موسكو، ومعها دمشق، تجدان نفسَيهما أمام تحدّي عودة النشاط السياسي الأمريكي إلى سوريا، بعد فترة فراغ أحدثتها سياسة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، ومن ثمّ الضبابية الي أحاطت بسياسة خلَفه جو بايدن، ولعلّ ذلك هو ما دفَع روسيا وإيران، ومعهما تركيا التي ترتاب في السلوك الأمريكي أيضاً، خصوصاً مع استمرار تقديم الدعم لقسد”.
وسط مجمل هذه التناقضات والاختلافات المرتبطة بالتقارير حول السياسة الأمريكية في سوريا ومصير وجودها في سوريا، أكد نائب وزير الخارجية السوري بشار الجعفري، أنه لا يوجد لدى الدولة السورية أي معلومات تشير إلى احتمال انسحاب أمريكا من سوريا.