يواصل المسؤولون الأمميون دعواتهم إلى ضرورة تمديد مجلس الأمن الدولي لتفويض دخول المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا لمدة عام واحد، عبر معبر “باب الهوى” الذي تسيطر عليه الفصائل المسلحة، قبل أيام قليلة من انتهاء صلاحية القرار 2672 الصادر في 9 كانون الثاني الفائت، في 10 تموز الجاري.
وفي هذا الصدد، صرّح مسؤول في الأمم المتحدة أمس، بأن “الأمين العام أنطونيو غوتيريش، يأمل بأن يصوّت مجلس الأمن لصالح إبقاء معبر حدودي رئيس يربط تركيا بشمال غربي سوريا مفتوحاً لمدة عام واحد”، وفقاً لما نقلته وكالة “استشويتد برس” الأمريكية.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي أجراه نائب المنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية، ديفيد كاردن، في مستودع تابع لبرنامج الأغذية العالمية بمدينة سرمدا في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، عقب زيارة ميدانية قام بها على رأس وفد أممي إلى الشمال السوري.
وقال كاردن إن “الحاجة إلى تجديد قرار المساعدات عبر الحدود مدة عام كامل بدلاً من 6 أشهر، هي رسالة مشتركة تسمعونها من الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمعات المحلية في شمال غربي سوريا، موضحاً أن “ثمة أسباب عدّة لذلك، إذ سيضمن استمرار تدفّق المساعدات خلال أشهر الشتاء الباردة، فضلا عن إمكانية تنفيذ برامج التعافي المبكر”.
وأشار إلى أن “رسالة الأمين العام للأمم المتحدة بأننا بحاجة إلى تمديد القرار مدة 12 شهراً أخرى كانت واضحة، الأسباب المهمة لضرورة اتخاذ قرار مدته عام كامل هي أن التخطيط والتنفيذ الصحيحين للمشاريع المستدامة ومشاريع التعافي المبكر والمشاريع المختلفة تستغرق أكثر من 6 أشهر”.
يأتي ذلك بعدما عقد مجلس الأمن الخميس الفائت، اجتماعاً أخيراً قبل انتهاء صلاحية القرار، دعا خلاله وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ في الأمم المتحدة مارتن غريفيث، مجلس الأمن إلى “تمديد موافقته على عملية نقل المساعدات الإنسانية إلى ملايين المحتاجين في شمال غربي سوريا لمدة 12 شهراً إضافياً”.
وقال غريفيث: “من شأن تفويض مدته 12 شهراً أن يمكّننا وشركاؤنا من تحقيق نتائج إنسانية أفضل في الأشهر المقبلة”، لافتاً إلى أن “مناشدة الأمم المتحدة جمع مبلغ 5.4 مليار دولار لمساعدة سوريا لعام 2023 هي الأكبر في العالم، لكن لم يُجمع من هذا المبلغ إلا أقل من 12 في المئة”.
وأضاف: “لم نشهد أبداً مثل هذا التمويل الضعيف في تاريخ هذا الصراع”، وناشد الدول الوفاء بتعهداتها التي قطعتها في حزيران الفائت للمساهمة في دعم الشعب السوري ودول الجوار التي تستضيف لاجئين سوريين”، وفقاً لما نقلته صحيفة الشرق الأوسط.
في المقابل، جددت روسيا معارضتها تمديد العمل بآلية نقل المساعدات الإنسانية عبر الحدود مع تركيا من دون المرور بدمشق، واتهم المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، ديفيد كاردين نائب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية لسوريا، بتطوير تعاون وثيق مع الفصائل المسلحة المتمركزة في إدلب.
وقال نيبينزيا في جلسة مجلس الأمن، “إنّ الجماعات المسلحة السورية المتمركزة في إدلب طورت تعاوناً وثيقاً، وكما نرى مثمراً إلى حد ما مع السيد ديفيد كاردين، نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية لسوريا، والذي تصادف أنه بريطاني الجنسية”، وفقاً لما نقلته وكالة “تاس” الروسية.
وتابع قائلاً: “مع هذا النهج، السؤال المطروح.. لمن سنتبنى قراراً جديداً لتدابير بناء الثقة؟ لا يبدو ذلك بالنسبة للسوريين.. على الأرجح للإرهابيين الذين يختبئون في إدلب.. إذا كنا قلقين حقاً حول شعب سوريا واللاجئين السوريين، فقد حان الوقت لتغيير زملائنا الغربيين نهجهم المنافق”.
وكان ملفّ المساعدات الإنسانية في سوريا عاد إلى الواجهة في مطلع حزيران الفائت، عبر مساعي واشنطن لاستثمار سماح الدولة السورية بتشغيل معبرَي “باب السلامة” و”الراعي” شمال البلاد، في تحويل الوضع الراهن إلى صيغة أممية تُخرج دمشق من واجهتها، وهو ما ترفضه الأخيرة ومعها موسكو بشكل قاطع، ولا سيما أن روسيا سعت إلى الخروج في الأشهر الفائتة بقرار أممي لسحب قضية المعابر من طاولة المفاوضات السياسية.
أثر برس