أثر برس

“فانوس رمضان والحكواتي والمسحراتي” مظاهر افتقدها أهل اللاذقية في رمضان

by Athr Press G

خاص || أثر برس يعتبر فانوس رمضان والحكواتي والمسحراتي طقوساً اعتاد أهل اللاذقية عليها خلال الشهير الفضيل بدأت تتلاشى مع ظهور التكنولوجيا الحديثة التي حلت محل هذه الطقوس، ومع ذلك ظلت هذه الطقوس الرمضانية ترتبط بأذهان كبار السن في هذه المدينة يروونها لأبنائهم وأحفادهم ممن لم يعاصروها.

يقول الحاج أبو محمد أحد كبار السن في حي الصليبة لـ”أثر”: قديماً كانت الناس تتجول في شوارع اللاذقية وتحمل معها الفوانيس بعد الإفطار لزيارة بعضهم أو للذهاب للمقاهي للاستماع إلى الحكواتي الذي كان يروي قصص عنترة وسيرة بني هلال والزير سالم، والحكواتي في حي الصليبة يجلس في مقهى الطبوشة ليحكي الحكايا للناس”.

ويتابع الحاج أبو محمد: أما المسحراتي فقد كان يجوب شوارع مدينة اللاذقية ومعه طبلته وعلى أنغامها وصوته الجميل يقول “يا نايم وحد الدايم يا نايم وحد الله” ولكن هذه الطقوس تتلاشى تدريجياً.

بدوره، يبدأ عضو لجنة الدراسات التاريخية في مديرية الأوقاف والمساهم في إعداد موسوعة عن تاريخ الساحل السوري الباحث سامر منى حديثه لـ”أثر” عن هذه الطقوس بفانوس رمضان مبيناً أن الفانوس هو ظاهرة مستمدة من العصر الفاطمي، الذين جعلوا من رمضان موسماً كريماً للبذل والعطاء، وكان الأولاد يحملوه في ليالي رمضان والعيد بعد الإفطار في الشوارع والأزقة، طلباً للهدايا من الحلوى الرمضانية، ويعد الفانوس أو المصباح الذي كان وقوده من الزيت من لوازم ليل اللاذقية، قبل وصول الكهرباء.

وعن الحكواتي يتابع منى: كان رواد المقاهي في المدينة ينتظرون الحكواتي بفارغ الصبر لسماع قصة جديدة أو حكاية يتسامرون، مبيناً أن مقاهي المدينة القديمة كمقهى زهر الفول، الشَّيخ ضاهر، القوَّاص، سوق الداية، بالإضافة إلى الشِّغري كانت بشكل شبه يومي تستقبل الزبائن من جميع أنحاء الحي للاستماع لرواية جديدة من حكواتي المقهى.

وأردف منى: الشخصيات المشهورة في اللاذقية والتي قامتْ بدور الحكواتي: “الخبَّاص” وهو لقب ولا يعرف اسمه الحقيقي، وقد قدم قصص عنترة وأبي زيد الهلالي والضاهر، في مقهى أبو سالم غضبان في كل من أحياء الصليبة، سباهية، الشيخ ضاهر، بالإضافة إلى مقهى حنونة في سوق بيت الداية والشلا في حي القلعة، بالإضافة إلى “محمود غريب” و”حسن الحكواتي” المعروف بأبو محمود حيث كانا يقدمان حكاياتهما في مقهى اليغري وسباهية والسوركة.

أما بالنسبة للمسحراتي بيّن منى أنه سابقاً كان لكل حي المسحراتي الخاص به، يعرف سكانه فرداً فرداً ويحثهم لتوحيد الله الدائم، وحين تتجول بعد منتصف ليل رمضان في أزقة اللاذقية قديماً، تصغي للصوت العذب الذي يجول في ليالي رمضان وهو يصيح: “اصحى يانايم.. يا نايم وحد الدايم”، ويدق على طبلته ليوقظ النائمين ليقوموا إلى سحورهم، يبدأ المسحراتي طوافه قبل السحور بساعتين تقريباً، وعند انتهاء رمضان، في ليلة العيد يطوف على البيوت ليجمع العيدية كما في عرف أهل اللاذقية، وما تجود به نفوس أهل الكرم في اللاذقية عليه، ومنهم من يمنحه الطحين والسّكر والحلويات، ومنهم من يمنحه النقود.

ويختم منى حديثه بالقول: “ولكن للأسف الشديد غاب المسحراتي من أحياء اللاذقية، ولم نعدْ نراه موجوداً في أيامنا بسبب حلول التلفاز ووسائل الاتصال الهاتفي وشبكة الإنترنت”.

زياد سعيد – اللاذقية

اقرأ أيضاً