نشرت صحيفة “فاينانشال تايمز” مقالاً للكاتبة “لورا بيتيل” تتحدث فيه عن استغلال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لحادثة مقتل الصحفي جمال خاشقجي، وذلك لزعزعة عرش السعودية كأحد زعماء منطقة الشرق الأوسط وتحجيم أفعالها.
وجاء في المقال:
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن أسفه، الأسبوع الماضي، لحادثة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في إسطنبول، ووصفها بأنه جريمة “وحشية” ضد رجل “صديق”.
وقدم مقتل خاشقجي فرصة للرئيس التركي للحصول على ميزة غير متوقعة في صراع الزعامة في المنطقة.
ففي جانب من الصراع في المنطقة يقف الإسلام السياسي، الذي ينتمي له أردوغان وأمير قطر الذي يشاركه بنفس الفكر في المنطقة، وعلى الجانب الآخر، تقف السعودية والإمارات ومصر، وهي دول تعارض بشدة جماعات الإسلام السياسي، مثل الإخوان المسلمين، ويرونها تهديداً للاستقرار.
وقال سونر كاغبتاي، الباحث في مؤسسة واشنطن إنستيتيوت البحثية: “اغتنم أردوغان الفرصة للتصدي لهذا التحالف الثلاثي، وقرر أن يتصدى لأضعف حلقاته”.
وتعتبر الحلقة الأضعف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي ينظر إليه على أنه القوة الدافعة لعدد من أشد إجراءات السياسة الخارجية للمملكة، والذي يشير إليه البعض بأصابع الاتهام في مقتل خاشقجي.
وأوضح مسؤولون أتراك أن أردوغان يرى وريث العرش السعودي الشاب كقوة مدمرة، ويريد استخدام مقتل خاشقجي ليوضح للغرب أن ولي العهد الشاب يمثل مشكلة.
وبنظره، فإن إبعاد الأمير الشاب عن منصبه سيكون له “تأثير ضخم” على اتجاه المملكة المستقبلي، ولكن يُرجح أن هذا الاحتمال مستبعد، وأن الفرصة أكبر لاستجابة المملكة للضغوط الغربية لكبح جماح الأمير الشاب.
فيما أكد المسؤولون أنهم ملتزمون بكشف الحقيقة الكاملة عن مقتل خاشقجي، ولكن الكثير من المحللين والدبلوماسيين يرون أن تركيا في نهاية المطاف ستستخدم ما لها من يد عليا في القضية لعقد صفقة أو اتفاق مع الرياض وواشنطن، أقوى حلفائها الغربيين، لضمان عدم الكشف عن الأدلة الأكثر إدانة للمملكة.