تخبئ ديانا الفتاة العشرينية، تحت سني عمرها قوة وإصرار، بعد أن قررت أن تعين والدها، وتستلم منه البضائع وتوزيعها.
فبعد أن افتتح والداها ورشة صناعة منظفات في اللاذقية، وبوجود سيارة توزيع واحدة لم تكن الورشة قادرة على تغطية تكاليف الموزعين فكان قرار ديانا هو الحل بأن تستلم مفاتيح سيارة “الفان” لتوزيع البضائع ولم تكن تتجاوز حينها الثامنة عشر من عمرها.
وتتحدث الفتاة السورية أنها في بداية عملها عانت من بعض المشاكل ولم تعرف كيف تتصرف في بعض المواقف كونها فتاة، متابعةً قولها إنها أمضت فترة من الزمن حتى استطاعت إثبات نفسها، أما الآن لديها معارف كثر وأناس تقصدهم، تعودوا عليها وعلى البضائع التي توزعها.
وفيما يتعلق في رحلاتها خلال سنواتها الأولى، تقول: “الجهد كان سيد الموقف، وتوجب عليّ أن أشرح كثيراً للتجار لأقنعهم بالبضائع التي لدي، منتظرين العروض وحسومات الأسعار، وفي النهاية لا يشترون شيئاً، فيذهب وقتي سدى، أما الآن فأصحبت أعرف منذ البداية إن كان الزبون يريد أن يشتري أم لا”.
تتنقل ديانا ببضائعها المحملة داخل “الفان” بين أرياف طرطوس وجبلة واللاذقية، فالتجربة التي خاضتها خلال 6 سنوات جعلتها أدرى بالأماكن التي يجب أن تقصدها.

ديانا تنقل البضائع بين أرياف طرطوس وجبلة واللاذقية
وتحدت الفتاة العشرينية رأي المجتمع الرافض لعملها، وأعباء الحياة التي تعاني منها، مؤكدةً أن “من بيده مصلحة لا يخاف من شيء، في الكثير من الأحيان أقود السيارة دون وجهة معينة، ومع ذلك أعود بعد بيع كامل البضائع أو على الأقل معظمها”.

في سن مبكرة بدأت ديانا عملها وهذا ما منعها من إكمال دراستها، إلا أن ذلك لم يشكل حاجزاً بينها وبين الطموح، تقول: “الخبرة التي اكتسبتها من الحياة أعطتني طموحاً كبيراً، وعلمتني أن المرأة تستطيع بل قادرة على العمل مثلها مثل الرجل، وليس بالضرورة أن تعتمد على أخيها أو أبيها لتحقي طموحها، بل هي قادرة على أن تحلم وتعمل وتحقق ما تريد، كأن تشتري سيارة لنفسها إن أرادت مثلاً”.