أثر برس

فتح باب التصدير يرفع أسعار الثوم والبطاطا.. اتحاد الفلاحين لـ”أثر”: كيلو البطاطا سيباع العام القادم بـ 10 آلاف ل.س

by Athr Press G

خاص|| أثر برس تلتف سريعاً من أمام محل بيع الخضار في سوق بانياس، وهي تتمتم بكلمات غير مفهومة لكن تعابير وجهها كانت تحكي الكثير عن مشاعر الغضب والامتعاض، التي لخصتها لـ”أثر” بالقول: “حتى المونة لم نعد نستطيع شراؤها في ظل الأسعار الفلكية الموجودة في الأسواق، فكيلو الثوم اليوم يباع بين 6000-6500 ل.س، ومن المعلوم أنه ضروري في المنزل ولا يمكن الاستغناء عنه”.

وتضيف أم سامي: “الغلاء لم يعد يميز بين محصول في موسمه أو خارج موسمه، إذ بات لزاماً على العائلة أن تقنّن في شراء كل شيء من لوازم الطبخة اليومية ولا تفكر في المونة التي باتت ضرباً من المستحيل فهي لا تتناسب مع الدخل المحدود وتحتاج للحصول على قرض”.

وعزا علي صاحب محل بيع خضار في حديثه مع “أثر” السبب وراء ارتفاع سعر الثوم لارتفاع سعره من أرضه، مشيراً إلى أنه يتم جلبه من حماه ويشترى من المزارع بسعر يتراوح بين 3000-3500 ل.س، مؤكداً أن فتح باب التصدير ساهم برفع السعر.

وبيّن علي أن الإقبال ضعيف جداً على شراء الثوم للمونة، إذ أن أغلبية الزبائن يشترون الثوم لوازم طبخة يوم أو أسبوع فقط، متجاهلين موضوع المونة.

وفي ركب الثوم، صعدت البطاطا سلم ارتفاع الأسعار، حيث يباع كيلو البطاطا اليوم في السوق بين 1600- 2000 ل.س حسب جودتها، بعد أن كان يباع الكيلو خلال الفترة السابقة بين 1000-1200 ل.س، ما شكّل خسارة كبيرة للمزارعين.

المزارع أبو إبراهيم يشرح لـ”أثر” أن تكلفة إنتاج كيلو البطاطا تتراوح بين 1600-1700 ل. س، فيما كان المزارع يضطر لبيعها أول الموسم بين 800-1000 ل.س، ما يعني أنه يخسر بين 800-900 ل.س في الكيلو الواحد، واقع الحال الذي يجعل المزارع يعزف عن الزراعة في الموسم القادم ويتحوّل لزراعات أخرى أكثر عائدية وتحقق له الربح المعقول ولا توقعه بالخسارة التي لا يستطيع أي مزارع تحمّلها.

وحسب أبو إبراهيم، أنه على الرغم من رفع الأسعار فإن المزارع لم يربح وإنما يبيع المحصول “راس براس”، ما سيجعل المزارع يعد للعشرة قبل الزراعة العام القادم، مشيراً إلى أن خسارته هذا الموسم تقدّر بـ 10 مليون ل.س.

من جهته، أوضح رئيس اتحاد فلاحيّ طرطوس فؤاد علوش لـ”أثر” أن فتح باب التصدير لمادة البطاطا جاء بناء على مطالبات اتحاد الفلاحين نتيجة شكاوى المزارعين الذين تعرضوا لخسارات كبيرة بداية الموسم نتيجة بيعهم المحصول بسعر أقل من التكلفة بكثير، مدللاً بأن تكلفة زراعة كيلو البطاطا حسب ما حددته مديرية الزراعة بعد دراسة دقيقة تبلغ 1555 ل.س، وإذا كان إنتاجها بمعدل وسطي بين 10-15 كيلو غرام للكيلو الواحد تكون كلفتها فوق 1800 ل.س، لكن الظروف الجوية لم تحالف المزارع إذ لم ينتج الكيلو المزروع أكثر من 8 كغ ما جعل تكلفة الكيلو الواحد أكثر من 1700 ل.س، شارحاً: ما يعني أن المزارع يجب أن يبيع الكيلو بـ 1700 ل.س ليحصل على كلفة الإنتاج من دون أن يحقّق ربح ولو ليرة واحدة، لكن ما جرى بداية الموسم هو أن المزارع اضطر لبيع الكيلو بسعر يتراوح بين 700- 1100 ل.س وتكبّد خسارات كبيرة تقدّر بعشرات الملايين.

وأشار علوش إلى أنه بعد فتح باب التصدير أصبح المزارع يبيع الكيلو في سوق الهال بسعر يتراوح بين 1000-1700 ل.س حسب جودة الثمرة، مضيفاً: إذا كان كيلو البطاطا يباع اليوم بسعر 1600 ل.س فإنه سيباع العام القادم بـ 10000 ل.س لأن الكثير من المزارعين سيعزفون عن الزراعة لتجنبهم الخسارة.

وعن الثوم، بيّن علوش أن كيلو الثوم يباع في سوق الهال بسعر يتراوح بين 3000-4000 ل.س، فيما يباع في الأسواق بسعر يتراوح بين 6000- 7000 ل.س، مشيراً إلى أن التاجر هو الذي يتحكّم بالسعر ليحقق أكبر ربح ممكن.

وحسب علوش، البطاطا تختلف عن الثوم، فالمستهلك يستطيع شراء 10 كيلو من الثوم لمونة عام، لكن البطاطا مادة يتم استهلاكها بشكل يومي وإذا لم تتوفر في السوق بأسعار تناسب المزارع والمستهلك فإنه سينتج عن ذلك خلل في الإنتاج العام القادم، وتابع: إذا كان اليوم السعر مناسب للمستهلك إلا أن المزارع خرج بمحصوله “راس براس” من دون ربح.

يذكر أن مجلس الوزراء سمح بتصدير 5 آلاف طن من مادة الثوم الأخضر لمدة شهرين، و 40 ألف طن من مادة البطاطا.

صفاء علي – طرطوس

 

اقرأ أيضاً