خاص|| أثر برس تزامن تصريح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس بخصوص نفي عمل عسكري شمالي سوريا، مع موجة من التصعيد من قبل فصائل أنقرة على محاور ريف حلب الشمالي، سواء لناحية محاولة التقدم نحو مناطق سيطرة “قسد” في منبج، أو عبر رفعهم وتيرة القصف نحو القرى الآمنة وجعله يتخذ منحىً أكثر عنفاً مقارنة مع القصف الاعتيادي السابق.
ووفق ما نقلته مصادر ميدانية لـ “أثر” فإن فصائل أنقرة بادروا بعيد منتصف الليلة الماضية، إلى محاولة التسلل نحو قرية “المحسنلي” الواقعة على الأطراف الشمالية من منطقة منبج، والتوغل بين النقاط العسكرية التابعة لـ “قسد” على أطراف القرية.
ومع وصول أولى المجموعات المتسللة إلى نقاط قريبة من مواقع انتشارهم، اكتشف عناصر “قوات سوريا الديمقراطية- قسد” المحاولة وسارعوا للتعامل مع تلك المجموعة والاشتباك معها، قبل أن تصل باقي مجموعات مسلحي أنقرة، وتندلع إثر ذلك اشتباكات عنيفة استمرت قرابة الساعة بين الجانبين.
وبحسب المصادر، فإن عناصر “قسد” تمكنوا من احتواء محاولة التسلل ونجحوا خلال الاشتباك مع مسلحي تركيا، في إجبارهم على التراجع دون تحقيق أي تقدم يذكر، فيما أشارت المصادر إلى أن الاشتباكات أسفرت عن تسجيل عدد من القتلى والجرحى بين صفوف الطرفين، غالبيتهم من فصائل أنقرة الذين كانوا ضمن المجموعة الأولى التي حاولت تنفيذ عملية التسلل.
وأشار خبراء استراتيجيون خلال حديثهم لـ “أثر” إلى أن تجديد الرئيس التركي أردوغان أمس الأربعاء، لتصريحاته المتعلقة بتنفيذ عملية عسكرية شمالي سوريا وتحديده منطقتي منبج وتل رفعت كهدفين رئيسيين لتلك العملية، دفع بالمسلحين التابعين لتركيا إلى التحرك بشكل عشوائي دون انتظار صدور الأوامر التركية أو إعلان انطلاق العملية، في محاولة منهم لتحقيق مكاسب على الأرض تمكنهم من إثبات وجودهم وقدرتهم العسكرية أمام الداعم التركي.
واستشهد الخبراء بالهجوم على “المحسنلي” كدليل على تلك المحاولات من مسلحي أنقرة، مستندين أيضاً على عمليات القصف الذي نفذه المسلحون طيلة ساعات يوم أمس باتجاه قرى شمالي حلب، والذي اتخذ منحى أكثر عنفاً وشراسة مقارنة بما كانت تجري عليه عمليات القصف الروتينية السابقة في شمالي حلب.
ووُصف القصف الذي نفذه مسلحو تركيا أمس نحو قرى شمالي حلب، بالأعنف منذ عدة أشهر، نظراً للمواقع التي تم استهدافها، وخاصة فيما يتعلق بقصف المجمع الطبي في مدينة تل رفعت، وامتداد الاعتداءات إلى معمل الأسمنت الذي تشغله شركة “لافارج” الفرنسية وقرية “الجلبية” في عين العرب، بالتزامن مع استهداف قرى “زويان، وشوارغة، وإبين، ومنغ”، ما أسفر بالنتيجة عن إصابات بين المدنيين وإلحاق أضرار مادية كبيرة بمنازلهم وممتلكاتهم.
وبعد أحداث الليلة الماضية، عاد سلاح الجو السوري- الروسي إلى تنفيذ تحليقه الاستطلاعي فوق عموم مناطق شمالي حلب، بالتوازي مع استمرار وصول التعزيزات العسكرية للجيش السوري إلى الريف ذاته وخاصة نحو المناطق القريبة من خطوط التماس مع مسلحي أنقرة في تل رفعت والقرى المجاورة لها، في خطوة تأتي بمثابة رسالة ردٍ شديدة اللهجة من قبل الدولة السورية على التهديدات التركية.
وكان الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” جدد أمس الأربعاء تهديداته المتعلقة بتنفيذ عمل عسكري لإنشاء ما أسماه بالمنطقة الآمنة على عمق 30 كيلو متراً شمالي سوريا، زاعماً أن العملية ستستهدف في حال انطلاقها، السيطرة على منطقتي منبج وتل رفعت في ريف حلب الشمالي.
حلب- زاهر طحان