ما تزال الأوضاع الميدانية في مدينة عفرين متوترة على خلفية السرقات والاعتقالات التي حصلت هناك منذ سيطرة القوات التركي وفصائل معارضة عليها في الثامن عشر من آذار الفائت، حيث أعلنت القوات التركية مع الفصائل الموالية لها عن بدء حملة أمنية، ظهر بأنها وهمية وتهدف لإسكات محطات التلفزة التي تتطرق إلى الموضوع.
إذ تحدّث نشطاء موالون للوحدات الكردية، عن مقتل الفنان الشعبي “عبدالقادر كلسلي” (خمسين عاماً) ونجله “خالد” تحت التعذيب بعد اعتقالهما من قبل “فرقة الحمزة” من منزلهما في قرية “جلمة” بناحية “جندريس” جنوب عفرين قبل عدّة أيام. وأضافوا أنّ المئات من أهالي عفرين تظاهروا اليوم في “مقاطعة الشهباء” تنديداً بالقوات التركية والفصائل التابعة لها في عفرين، وطالبوا بإيقاف الجرائم ضد أهالي عفرين.
وفي سياق متصل، قال مقاتل يتبع لـ”فيلق الرحمن” ممن تم نقلهم من الغوطة الشرقية إلى عفرين لوكالة “ستيب” المعارضة: “إنّ الانتهاكات التي يمارسها أشخاص من فصائل غصن الزيتون، تطال السكان الأكراد حيث تكون سرقة أيّ منزل بحجة انتماء صاحبه للوحدات الكردية وأصحاب المنازل لا يتفوهون بأي كلمة خوفاً على أنفسهم من الاعتقال والتعذيب”.
وأمّا بما يخصّ السرقات، فأفاد بأنّها تكون “ليلاً” ويقوم العناصر بإطلاق نار في الهواء ليظنّ السكّان أنّ هناك اشتباك أو عمل أمني كي لا يخرج أحد من منزله أو ينظر من النافذة، حيث يستمرّ إطلاق الرصاص طوال فترة السرقة، وعند الصباح يتداول الأهالي خبر سرقة منزل فلان في الليل”.
ويرى مراقبون بأن سلوكيات فصائل المعارضة هناك تأتي بدعم من السلطات التركية التي تهدف إلى إجبار من تبقى من أهالي المنطقة للخروج منها ليتسنى لتركيا توطين مجتمعات موالية لها هناك.