خاص ||أثر برس ضجت أوساط المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل تركيا في ريف حلب الشمالي خلال الأيام الماضية، بالجريمة التي ارتكبها أحد القياديين البارزين في صفوف فصيل “فرقة الحمزة” الموالية لتركيا، بحق ابنته المعاقة.
وانتشرت على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي صورٌ تظهر الفتاة _التي وبحسب المصادر_ تعاني من الإعاقة، وقد تعرضت لأعمال تعذيب جسدي وحشية، على يد والدها “عبد المنعم رحمون” القيادي في “فرقة الحمزة” المنضوية تحت لواء ما يسمى بـ “الجبهة السورية للتحرير”.
وقالت مصادر محلية لـ “أثر” أن عدداً من أهالي قرية “بيلان” بناحية “بلبل” شمال عفرين، سمعوا صراخ الفتاة رهف من داخل المنزل الذي تقطنه مع عائلتها، فسارعوا إلى نجدتها ليشاهدوا والدها يضربها بشدة في مواضع مختلفة من جسدها، قبل أن يتمكن الأهالي من انتشال الفتاة ونقلها مباشرة إلى المستشفى في حالة صحية حرجة.
وتبين في المستشفى تعرض رهف ذات العشرين عاماً، لأذىً جسدي كبير، حيث شوهدت علامات حرق بالسجائر وكدمات في مختلف أنحاء جسدها، فيما أشارت المصادر إلى أن والدها كان قد اعتاد على ضربها وتعذيبها بشكل مستمر، كعقوبة لها على أي تصرف خاطئ تقوم به، دون أي رادع، ودون أن تثنيه إعاقة ابنته عن القيام بتلك الممارسات.
اللافت أن القيادي لم يكتفِ بما فعله بابنته، بل صب جام غضبه على الجوار الذين أنقذوا ابنته من بين يديه، وهددهم ببندقيته الحربية متوعداً إياهم بعقوبة شديدة على ما فعلوه، وفق ما أوردته مصادر “أثر”، كما أنه طالب إدارة المستشفى بتسليم ابنته له تحت تهديد السلاح، الأمر الذي استدعى تدخل مسلحي ما يسمى بـ “الشرطة العسكرية” المدربة تركياً، واقتياد القيادي إلى مقرهم لحين الانتهاء من علاج ابنته التي نجت من الموت بأعجوبة.
والحال أن الجرائم والسرقات والانتهاكات التي ينفذها مسلحو تركيا بحق المدنيين القاطنين في منطقة عفرين بريف حلب الشمالي زادت من وحشيتهم وإجرامهم، لتمتد جرائمهم وتصل حتى إلى عائلاتهم، التي لم تسلم من النزعة الإجرامية لأولئك المسلحين.
كما أن استغلال قياديي المسلحين لعدم وجود أي رقابة أو محاسبة على تصرفاتهم كون السطوة في مناطق النفوذ التركي للأقوى سلاحاً وعتاداً، أدى إلى ارتفاع معدل الجرائم والانتهاكات في تلك المناطق، بينما وعلى النقيض تماماً تشهد مناطق الدولة السورية انحساراً ملحوظاً لتلك الجرائم في ظل المحاسبة الفورية لكل من يرتكبها مهما كانت هويته أو صفته، كما حدث مؤخراً في الجريمة التي سجلت في دمشق.
يشار إلى أن القيادي المذكور كان قد وصل إلى منطقة عفرين مع عائلته قادماً من ريف إدلب في وقت سابق، حيث استولى آنذاك على منزل تعود ملكيته لأحد مهجّري المنطقة في قرية “بيلان” وعاش فيه مع عائلته بمن فيها رهف، حيث أشار السكان إلى أنه ومنذ وصول العائلة إلى القرية، كانوا يسمعون بين الحين والآخر أصوات صراخ رهف وهي تتأوه من الألم بفعل الضرب المبرح الذي كانت تتعرض له على يد والدها بين الحين والآخر.
زاهر طحان – حلب