خاص|| أثر برس لم تحظ أمل، التي بدأت منذ الصباح بجولة مكوكية بين صيدليات عدة في مدينة طرطوس، بعبوة حليب الأطفال “نان”؛ فالجواب الموحد الذي تلقته على سؤالها هو أن الحليب مقطوع، وغير متوفر في الصيدليات، في دعوة للكف عن البحث دون جدوى.
وتقول أمل، أم لطفل عمره خمسة أشهر، لـ “أثر”: “أبحث منذ الصباح في الصيدليات عن حليب “نان” لكنني أسمع الجواب نفسه في كل مرة وهو أن الحليب مقطوع”، وتضيف: “ماذا أفعل؟، فعمر طفلي لا يسمح له بالأكل، ولا يمكنني تبديل نوع الحليب له”.
بدوره، قال أبو سامي: “منذ ثلاثة أيام وأنا أبحث في الصيدليات القريبة من منزلي والتي يرشدني إليها الأقارب والأصدقاء بوصفها صيدليات تتوفر فيها جميع الأدوية وأصناف الحليب وأغذية الأطفال الرضع، لكن دون جدوى ولم أحظَ ولا بعلبة حتى”.
وأشار إلى أن أحد أقاربه قال له إنه يعرف صيدلية في الريف لديها عبوات حليب، وإنه يستطيع أن يحضرها له، لكن مقابل أن يدفع 22 ألف ل.س ثمنها، مع أن سعرها 17500 ل.س، ويضيف: “مجبر على القبول بدفع هذا المبلغ لأن الحليب مقطوع”.
بدوره، أكد نقيب صيادلة طرطوس حسام أحمد لـ “أثر” أن منتجات “نستله” مقطوعة حالياً في الصيدليات وهي حليب “نان، وكيكوز، ونيدو”، لكن هذا لا يعني أن جميع أنواع حليب الأطفال مقطوعة، إذ ثمة بدائل كثيرة أخرى عربية وأوروبية.
وعزا أحمد سبب انقطاع منتجات “نستله” إلى انتهاء الشحنة الموردة أخيراً إلى الأسواق، وانتظار الشحنة التالية لما يعترض عملية الاستيراد من صعوبات تتعلق بالتحويلات المالية وأجور الشحن، بسبب ظروف الحصار والعقوبات المفروضة على سوريا.
وأكد أحمد استعداد النقابة لتلقي شكاوى المواطنين ومحاسبة الصيدلي في حالات الاحتكار أو البيع بسعر زائد وفق عقوبات متدرجة.
وبيّن أحمد أنه في حال شراء بعض المواطنين عبوات حليب بسعر زائد عن طريق وسيط من الأصدقاء أو المعارف، فإنه بهذه الحالة ليس بالضرورة أن يكون الصيدلي من يقوم باحتكار المادة وبيعها بسعر زائد، وإنما الوسيط هو من يتقاضى الفرق بين السعرين كعمولة وليس الصيدلي، مستدركاً: “من دون أن ننفي وجود بعض حالات الاحتكار التي يقوم بها صيادلة”.
وأشار أحمد إلى المساعي الحثيثة التي تبذلها الدولة ووزارة الصحة وحتى المستورد لتأمين أنواع الحليب المقطوعة، داعياً إلى عدم تهويل الأمر والمبالغة فيه والحديث عن انقطاع حليب الأطفال في ظل وجود بدائل أخرى متاحة بوفرة في الصيدليات.
صفاء علي – طرطوس