جدد وزير الخارجية التركي حقان فيدان، تأكيده على نية بلاده استكمال عملياتها شمالي سوريا والعراق، قائلاً: “أنقرة ستطارد الإرهابيين أينما كانوا”.
وقال فيدان في كلمة ألقاها، أمس الأربعاء، خلال مشاركته في مأدبة إفطار رمضاني بمنطقة صاري ير في إسطنبول: “لن نسمح أبداً بإقامة ممر إرهابي يمتد من العراق إلى سوريا، وبغض النظر عمن يقف وراء الإرهابيين، فإننا اتخذنا ونتخذ وسنتخذ جميع التدابير اللازمة فيما يتعلق بأمننا القومي، ولن ننتظر إذناً من أحد للقيام بذلك” وفق ما نقلته وكالة “الأناضول” التركية.
وأشار فيدان إلى أن بلاده “عازمة على القضاء على الإرهاب بالتعاون مع دول الجوار”، منوهاً إلى القمة العراقية- التركية التي عُقدت في العاصمة بغداد بتاريخ 15 آذار الجاري، وتمخّض عنها “إنشاء لجان دائمة مشتركة تعمل في مجالات مكافحة الإرهاب والتجارة والزراعة والطاقة والمياه والصحة والنقل”.
وعُقدت هذه القمة بعد نحو أسبوع من تصريح لوزير الداخلية العراقي عبد الأمير الشمري، خلال “ملتقى الرافدين” في بغداد قال فيه: ” إن التدخل التركي استباح مساحات حدودية لاستخدامها ساحة حرب ضد (العمال الكردستاني)”، موضحاً أن “الحدود من جهة دهوك تخضع للتدخل التركي، وتحولت إلى صراع مع PKK”.
وفي الوقت الذي يسعى فيه الجانب التركي إلى التنسيق مع العراق في حماية أمن الحدود المشتركة، قال فيدان في مؤتمر صحافي، أجراه في ختام منتدى أنطاليا الدبلوماسي الثالث الذي أُجري في أنقرة بتاريخ 3 آّذار الجاري: “إن الظروف غير مناسبة للتطبيع مع دمشق”، موضحاً أنه بحث مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، خلال لقائهما على هامش المنتدى، الملف السوري بالتفصيل، وفق ما نقلته صحيفة “الشرق الأوسط”.
بدوره، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في 4 آذار الجاري قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: ” تركيا لا تزال مصممة على المضي قدماً في إنشاء حزام أمني بعمق 30-40 كم عند حدودها مع سوريا”.
وفي 19 آذار الجاري قال أردوغان: “بحلول الصيف القادم سنؤمن حدودنا مع العراق بالكامل، وسنكمل حتماً ما تبقى من أعمالنا في سوريا” وفق ما نقلته وكالة “الأناضول” التركية.
ويعود أصل النزاع بين تركيا وحزبي “PKK، PYD” إلى سبعينيات القرن الماضي، إذ شن حزب العمال الكردستاني هجوماً ضد الحكومة التركية عام 1984 وذلك بهدف الحصول على دولة مستقلة للأكراد في تركيا، وقضى آلاف الأشخاص بسبب اندلاع الصراع بين الطرفين الذي وصل إلى ذروته أواسط تسعينيات القرن الماضي، ودُمرت آلاف القرى الكردية جنوب شرقي وشرقي تركيا، مما اضطر مئات الآلاف من الأكراد للنزوح إلى أجزاء آخرى من تركيا.
وتشن تركيا باستمرار حملات جوية تستهدف تحركات “الوحدات الكردية” شمالي سوريا والعراق، ما تسبب بإلحاق أضرار جسيمة في البنى التحتية للبلدين.