ألقت الأجهزة الأمنية الأردنية القبض على أبٍ قام بتصوير ابنته في مقبرة ونشر فيديوهات مفبركة بهدف حصد مشاهدات على مواقع التواصل الاجتماعي.
وظهرت الفتاة في الفيديو الذّي صوره والدها وهي تشكو من سوء المعاملة بعد وفاة والدتها، وتداول نشطاء عبر مواقع التواصل مقطع الفيديو على نطاقٍ واسع.
ورصدت الجهات الأمنية المختصة، الاثنين، مقطع الفيديو المتداول، وتم تحديد هوية الطفلة ومكان تصويرها وملابسات تصوير الفيديو والتأكد من صحته، وفقاً لما نشره موقع “الأمن العام الأردني”.
وأكد الناطق الإعلامي باسم مديريّة الأمن العام في الأردن، إلقاء القبض على والد الطفل، مشيراً إلى أن “الطفلة بصحة جيدة ووالدتها على قيد الحياة”.
خلال التحقيقات اعترف والد الطفلة “قيامه بتصويرها بتلك الحالة المحزنة والمفبركة لنشر المقطع عبر مواقع التواصل وحصد مشاهدات مرتفعة”.
وانتشر في المجتمعات العربية والغربية خلال الآونة الأخيرة ما يسمى بـ”هوس الترند”، حيث يؤكد الخبراء والمختصون أن “هوس الترند” بات ظاهرة نفسية واجتماعية، لافتين إلى أنها تخترق الخصوصية ولا تحمل أي فائدة للمتلقي وإنما تهدف بشكلٍ أساسي إلى حصد فوائد تتعلق بالشهرة والناحية الاقتصادية،
وفي هذا السياق قالت الدكتورة لبنى عبد المجيد أستاذ علم تنظيم المجتمع بكلية الخدمة الاجتماعية بجامعة حلوان في مصر: “يمكن القول أن الناس لديهم اتجاه نفسي وثقافي للتطلع إلى الشخصيات المشهورة ويعلمون كيف يعيشون وهذا إلى حدٍ ما أمر طبيعي من الانسان العادي تجاه المشاهير، أما بالنسبة لفيديوهات غير المشاهير والإقبال على مشاهدتها من الآخرين، له أبعاد نفسية تتضمن الميل لرؤية من يشبهه أو في حالته بشكلٍ عام وأن يكون مشهوراً”.
ويضيف الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي: أن “بعض الأشخاص ليس لديهم مانع فب عمل أي شيء والتنازل عن القيم والأخلاقيات لمجرد الظهور”، لافتاً إلى أن “البعض أصبح لا يهمهم شيء حتى الموت نفسه لم يعد فارقاً فأحدهم قد يقوم بتصوير حادثٍ دون الهرولة للمساعدة بحثاً عن المشاهدات فقط”.
وأشار الدكتور فرويز، إلى أن بعض الأشخاص أُصيبوا بحالة هوس مرضي، مشيراً إلى أن علاج هذا المرض يختلف من حالة إلى أخرى، حيث قال: “إن العلاج يختلف وفقاً للسبب فبعض هؤلاء يمارس ذلك بحثاً عن المال حيث أن المشاهدات تجلب لهم الربح وأخرين لديهم فراغ وقت والبعض منهم لديه فراغ عاطفي.. إذاً لابدَّ من معرفة الأسباب لإتمام العلاج بشكلٍ سليم”.