أطلق عملاق شبكات التواصل الاجتماعي فيسبوك تهديداً شديد اللهجة لحكومة أستراليا متوعداً فيه بحرمان مؤسساتها الإعلامية وسكانها من نشر الأخبار المحلية والدولية.
وذكرت صحيفة “غارديان” البريطانية، الثلاثاء، أن فيسبوك هدد بمنع المستخدمين في أستراليا من نشر الأخبار فيه وعلى منصة “إنستغرام” التابعة له، في حال إقرار قانون إعلامي جديد سيجبر المنصات مثله على الدفع مقابل محتوى الأخبار المنشورة فيه.
وقال “فيسبوك” إن المحتوى الشخصي في أستراليا بين الأصدقاء لن يتأثر.
وتدعم مؤسسات إعلامية كبيرة في أستراليا مشروع القانون، باعتباره وسيلة لتعويض الخسائر التي تكبدتها وسائل إعلام بسبب شبكات التواصل الاجتماعي مثل “فيسبوك” التي استحوذت على الإعلانات.
وتظهر إحصاءات جمعتها جامعة كانبيرا، أن 39 بالمئة يعتمدون على “فيسبوك” في الأخبار العامة في أستراليا و49 منهم يعتمدون عليه في أخبار فيروس كورونا على وجه الخصوص.
وقال المدير الإقليمي لفيسبوك في أستراليا ونيوزيلندا ويل إيستون، إنه “في حال تمرير هذا القانون، فسوف نمنع المؤسسات الإعلامية والأشخاص من نشر الأخبار المحلية والدولية”.
وتابع إيستون: “هذا ليس خيارنا الأول، إنه الأخير، لكنه الطريقة الوحيدة للحماية من نتيجة تتحدى المنطق وستؤذي على المدى الطويل قطاع الأخبار والإعلام في أستراليا”.
وفي المقابل، قال وزير الخزانة الأسترالي جوش فرايدنبرغ، إن الحكومة ماضية في هذا التشريع، و”لن ترضخ للإكراه أو التهديدات القاسية”.
ومن جهة أخرى، اعتبرت لجنة المستهلك والمنافسة الأسترالية أن تهديد “فيسبوك” جاء في توقيت غير مناسب و”أسيء فهمه”.
وتقول صحيفة “غارديان” إن الهدف من وراء مشروع القانون ضمان توفر شروط مفاوضات عادلة بين المؤسسات الإعلامية وعمالقة الإنترنت مثل فيسبوك، الذين يدفعون مبالغ ضئيلة لقاء هذا المحتوى.
وعلق مدير مركز التكنولوجيا المسؤولة التابع للمعهد الأسترالي بيتر لويس على الأمر، قائلاً إن “فيسبوك مستعد لإزالة الصحافة الموثوقة من صفحاته، لكنه سيسمح بتضليل المعلومات ونظريات المؤامرة”.