أطلقت شبكة “نتفلكس” الأمريكية فيلم “الإغواء الأول للمسيح” على شبكتها في الثالث من كانون الأول بمناسبة أعياد الميلاد ما أثار الفيلم جدلاً واسعاً.
ووقّع ما يقارب المليوني شخص من حول العالم عريضة، تطالب الشبكة بسحب الفيلم كونه يصور السيد المسيح كمثلي الجنس، ووالدته السيدة مريم العذراء كمدمنة للحشيش.
والفيلم من صنع القناة البرازيلية على اليوتيوب “بورتا دوس فوندوس” والتي تعني البوابة الخلفية، وهي قناة كوميدية أسسها خمسة فنانين عام 2012، ولديها أكثر من 16 مليون متابع.
وقال أعضاء من مجموعة “بورتا دوس فوندوس” في تصريح لصحيفة أمريكية: “بورتا دوس فوندوس تثمن الحرية الفنية والكوميديا الساخرة من مختلف المواضيع، ونؤمن بأن حرية التعبير هي من أسس بناء الديمقراطية”.
وقد أدى عرض هذا الفيلم إلى ردة فعل غاضبة من العديد من المتابعين للشبكة حول العالم، وجاءت أبرز الردود على لسان نجل الرئيس البرازيلي إدواردو بولسونارو، والذي قال في تغريدة على “تويتر”: “نحن نحترم حرية التعبير، لكن هل يستحق هذا مهاجمة معتقد نحو 86% من الشعب؟”.
موجة الغضب لم تقتصر فقط على المسيحيين، بل تعدتها إلى معتنقي مختلف الديانات والمذاهب الفكرية حول العالم، الذين رفضوا المساس بكل ما هو مقدس والسخرية من المعتقدات الدينية.
وكانت شبكة “نتفلكس” قد عرضت في وقت سابق فيلم “الخمار الأخير”، وهو محاكاة لقصة العشاء الأخير، ما عرّض الشبكة وقتها إلى هجوم كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، وفقاً لموقع “بي بي سي”، ودفع العديد من المشتركين في القناة إلى إلغاء اشتراكهم.
وقال بعض المعترضون على محتوى الأفلام، إن شبكة “نتفلكس” تتعمد المساس بالمقدسات، ونشر الإلحاد والشذوذ، فيما يرى بعض من يعتقد بحرية الرأي بأن للشبكة الحرية في التعبير دون أي حدود أو شروط لتناول الفنون المختلفة، ولأي موضوع مهما كان مقدسا.
وربط العديد من المتابعين، هذا الفيلم بحادثة صحيفة “شارلي إيبدو” والتي نشرت رسوم مسيئة للنبي محمد، ما أثار غضباً في العالم الإسلامي، وأدى إلى تعرض مكتب الصحيفة في العاصمة الفرنسية لهجوم مسلح أودى بحياة 12 شخصاً من العاملين فيها، في 7 كانون الأول عام 2015