أفادت صحيفة “الوطن” السورية بأن الدولة السورية ستسقبل في الأيام القليلة القادمة وفداً يضم فصائل المقاومة الفلسطينية، بينهم ممثلون عن حركة “حماس”.
الصحيفة أكدت أن ممثلي حركة “حماس” سيكونون تحديداً من الجناح المقاوم وليس الجناح الإخواني، وذلك بعد إصدارها أخيراً بياناً أعلنت فيه تراجعها عن موقفها المعارض للدولة السورية وكل ما صدر منها ضد الدولة السورية في حقبة الحرب، وذلك في بيان رسمي أصدرته تم وصفه بأنه بيان “اعتذاري”.
وأوضح الأمين العام لجبهة النضال الشعبي خالد عبد المجيد، أن وفداً من “حماس” حالياً في الجزائر وزيارته ستستمر حتى الثالث عشر من الشهر الجاري، والمعلومات تفيد بأنه بعد انتهاء زيارة وفد الحركة للجزائر ستحدد دمشق موعداً لزيارة ممثلين عن الحركة إلى سوريا، وفقاً لما نقلته “الوطن”.
وأضاف: “إن الأسبوع الماضي اجتمعت الفصائل في بيروت وأبلغونا بأن رئيس وفد حماس الذي سيزور سوريا هو مسؤول العلاقات العربية في الحركة خليل الحية”، وتابع: “قالوا إنهم بانتظار تحديد الموعد من الإخوة في سوريا”.
وأشار عبد المجيد إلى أنهم يعتبرون أن إعادة العلاقات إلى طبيعتها بين الدولة السورية و”حماس” خطوة ضرورية في هذه المرحلة، وتخدم دول محور المقاومة كافة، لافتاً إلى أن العلاقة المتوترة والمقطوعة بين سوريا و”حماس” كانت إحدى الثغرات في محور المقاومة، مؤكداً أنه “ولو لم يصدر شيء رسمي في سوريا حتى الآن، لكن سوريا باستعدادها لاستقبال حماس، تؤكد ثبات موقفها من نهج المقاومة ومن فصائل المقاومة وليس من أي تنظيم له أهداف أخرى”.
وسبق أن نقلت وكالة “رويترز” عن مصادرها أن وفداً من “حركة حماس” سيزور سوريا هذا الشهر، بعد أن يختتم زيارته في العاشر من تشرين الأول الجاري إلى الجزائر لبحث المصالحة مع حركة “فتح” التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
يشار إلى أنه في 15 أيلول الفائت أعلنت حركة “حماس” رسمياً قرارها باستئناف علاقاتها مع دمشق، مؤكدةً مضيّها في بناء وتطوير علاقات راسخة مع سوريا بعد 10 سنوات من الخلاف وتوتر العلاقات بين الجانبين، وقالت في بيانها: “نشكر الجمهورية السورية قيادةً وشعباً لدورها في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة”، مشددةً على أن “سوريا احتضنت شعبنا الفلسطيني وفصائله المقاومة لعقود من الزمن، وهو ما يستوجب الوقوف معها، في ظل ما تتعرض له من عدوان غاشم”، في إشارة إلى تكرار الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية.
وفي وقت سابق نقلت صحيفة “الأخبار” اللبنانية عن مصادرها تأكيدهم على أن قرار حركة “حماس” باستئناف علاقاتها مع دمشق، أتى تتويجاً لسلسلة من اللقاءات التي جرت بين مسؤوليها ومسؤولين سوريين، وتخلّلتها مراجعات للمدة السابقة، وتبادل ملاحظات عن الملفّات التي تجب معالجتها جدّياً، ليصل العمل إلى مرحلة بناء الثقة، تمهيداً للتطبيع الشامل والواسع بين الجانبين”، وكذلك نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن مصدر مطّلع على النقاشات الداخلية في “حماس” قوله: “إن الانطلاقة الجديدة التي تبحث عنها حماس بدأتها من روسيا، التي تحتفظ بعلاقات متقدمة مع سوريا وإيران ودول أخرى، هذا يظهر رغبة لدى الحركة في تأسيس نهج جديد براغماتي، متخلصة ما أمكن من إرث قديم مثّلت معه حركة الإخوان المسلمين التي فشل مشروعها في الشرق الأوسط”، مضيفاً أن “العودة إلى سوريا كانت محكومة بعوامل مهمة عدة، أولها إرضاء الحليفين القديمين، إيران وحزب الله اللبناني، اللذين بذلا جهوداً مضنية لسنوات من أجل عودة حماس إلى سوريا، وهو ما توِّج ببيان بدا اعتذارياً لسوريا، أعربت فيه الحركة عن تقديرها للجمهورية العربية السورية قيادةً وشعباً؛ لدورها في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة”.
يذكر أن حركة “حماس” أبدت في بداية الحرب موقفاً معارضاً للدولة السورية، وأغلقت مكاتبها في دمشق، إذ سبق أن أكد سفير سوريا لدى موسكو ونائب وزير خارجيتها السابق بشار الجعفري، أن “تجربة سوريا مع حركة حماس كانت موجعة”، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن الرئيس بشار الأسد، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية وأكد في اللقاء أن الأبواب مفتوحة أمام الفصائل الفلسطينية كافة.