أثر برس

في حزان القمح شرق سوريا.. الخبز مُصنّع من الذرة والقمح وكارثة إنسانية تلوح في الأفق

by Athr Press M

خاص || أثر برس

تعيش مناطق سيطرة قوات “قسد” حالة من التذمّر الشعبي، على مدار الأيام الماضية نتيجة سوء إنتاج الخبز، مع تداول روّاد منصات التواصل الاجتماعي صوراً لأرغفة الخبـز وهي بحالةٍ رديئة بالرغم من عدم تجاوز مدة الإنتاج عدة ساعات، مع معلومات عن نفاذ كميات القمح المخزنة لديها بعد بيعها كميات موسمي 2019 و2020 لتجار وشركات في إقليم كردستان العراق.
ولم يقتصر سوء إنتاج الرغيف في مناطق سيطرة “قسد” في محافظة الحسكة وحسب، بل تعدّى إلى مناطق شرق الفرات، الرقة، وشرقي دير الزور، ومنبج الخاضعة هي الأخرى لسيطرة قوات “قسد”.

وقالت مصادر أهلية لـ “أثر”: “إن الأهالي بدأوا بالتذمر من سوء الرغيف المنتج في المخابز العامة المسيطر عليها من “قسد” ومن الأفران الخاصة الموجودة في مناطق سيطرتها، وهي الأوسع والأكبر، ورغم رفع سعر كيس الخبز إلى 300 ل.س، مع توجّه السكان لشراء الخبز من الأفران السياحية والحجرية وخبز التنور، بالرغم من التكاليف الزائدة المترتّبة على كلّ عائلة”.

وتابعت المصادر: “إن الخبز الذي يصلنا غير صالح للأكل بعد مرور عدة ساعات عليه، فالخبز يصل ظهراً ويتمّ تكديسه، وفي كثيرٍ من الأحيان نضطرّ إلى شراء الخبز من الأفران الحجرية للعشاء، وهذا ما يضيف عبئاً آخر على كاهلنا”.
وبيّنتِ المصادر: “إن الخبز الذي حصلنا عليه هذه الأيام مصنوعاً من دقيق الذرة الصفراء المعفّنة المضافة إلى طحين القمح بالإضافة إلى أنه كان شبه محروق، فكيف لنا أن نتناوله، ولو لم يكن سعر الخبز السياحي غالياً لما اشترينا خبز الفرن الآلي”.

في حين بـرّر مسؤولو “قسد” و”الإدارة الذاتية الكردية” واقع سوء الخبز إلى خلط الذرة مع الطحين لوجود نقصٍ في المادة، ما ينذر بكارثة جديدة تلوح في الأفق مع استمرار انحباس الأمطار للعام الثاني في الجزيرة السورية.
وبيّن المسؤولون إنّ نسبة دقيق الذرة المضافة للطحين لا تتجاوز 20%، وأنّ الخلط أدّى لتراجع جودة الخبز التمويني منذ أشهر، وجاء لسد العجز في كمية القمح الاحتياطي.

ويتساءل مراقبون محليون، إلى أين ذهبت الكميات الكبيرة من إنتاج القمح لموسم 2020 وموسم 2019 والتي تصل إلى ما يقارب المليون طن من القمح، وكيف تصرّفت هذه الإدارة بتلك الكميات الكبيرة؟، علماً أنّ الطحين المستعمل منذ ذلك الوقت كان مستورداً من تركيا ومن النخب الثالث.

مصادر خاصة لـ “أثر” أكدت أن قوات “قسد” قامت ببيع كميات تصل إلى 800 ألف طن من القمح من موسم 2019 إلى تجار وشركة خاصة من شمال العراق بالتنسيق مع جيش الاحتلال الأمريكي، وأن الأخير قام بسرقة كميات تصل إلى 100 ألف طن ونقلها إلى الولايات المتحدة الأمريكية لزراعتها هناك كون القمح السوري من أجود أنواع القمح العالمي.

وتابعتِ المصادر أن قوات “قسد” منعت خلال السنوات الماضية عدداً كبيراً من الفلاحين والمزارعين في الجزيرة السورية التي تعتبر عاصمة القمح السوري من بيع قمحهم وإنتاجهم إلى مراكز شراء وتسويق الحبوب الحكومية في محافظة الحسكة وجبرتهم ببيع القمح لمراكزها المنتشرة في محافظات الحسكة والرقة ودير الزور.

المنطقة الشرقية

اقرأ أيضاً