خاص || أثر برس الركوب على دراجة والطواف في شوارع دمشق ليلاً لنبش الحاويات ومكبات القمامة، هو المهنة التي يعيش من خلالها “أبو مؤيد”، وأسرته المكوّنة من سبعة أشخاص، وفقاً لما يقوله لـ “أثر برس”، مبيناً أنه خلال شهر رمضان تغيرت مواعيد العمل، فوقت الذروة بات يعتبر في الفترة ما بين الفطور والسحور.
يومية مضاعفة
“رمي القمامة في وقت ما بعد الفطور يكون غالباً يحتوي على عبوات بلاستيكية أكثر من الأيام السابقة، فمحال بيع الحلويات باتت تعتمد البلاستيك في تغليف منتجاتها، إضافة لتزايد عبوات العصير والمشروبات الغازية في شهر رمضان” يوضح أبو مؤيد، الذي يضيف أن يعثر على كميات أكبر من “الخبز اليابس” خلال الشهر، ويسخر قائلاً: “لأن كب الخبز حرام، بيحطوه جنب الحاوية بكيس لحاله”.
ارتفاع الأسعار لم يوقف تضخم القمامة، ولا يختلف الحي الفقير عن الغني في هذه النظرية فـ “الكل يرمي”، كما أن المرور من أمام أي محل “سوبر ماركت”، سيعني الحصول على كميات أكبر من المعتاد من “الكرتون”، فالاستهلاك يزيد بشكل كبير في “شهر رمضان”، بحسب أبو مؤيد.
ويكشف الرجل عن تضاعف عائده اليومي من نبش القمامة مع بداية شهر رمضان، حاله في ذلك حال كل “نباشي القمامة”، الذين بدلوا أوقات عملهم لتتناسب ومواعيد رمي القمامة التي تبدلت نسبياً وباتت محصورة في الفترة الليلية.
الكرم يزيد
يقول أيهم (اسم مستعار)، أن بيع الورد والمحارم على أبواب المساجد يكون أفضل من مفارق الطرق في فترة ما بعد “صلاة التراويح“، ويضيف الفتى البالغ من العمر حوالي 15 عاماً “يبدو أن الناس تحاول أن تمحو ذنوبها في رمضان، فيشترون ويدفعون زيادة وهم يطلبون مني الدعاء لهم”.
وتؤكد الفكرة “سمية” التي تقاربه بالسن، وتقول لـ “أثر برس”: “بعد التراويح وقبل الإفطار الكل يقدّم لي المال بكرم”، موضحة أنها قبل الإفطار تقف بالقرب من إحدى الإشارات على “أوتستراد المزة”، في حين أن فترة ما بعد الإفطار تكون الشوارع خاوية ما يعطيها مجالاً لتناول “سندويش في الحديقة”، بانتظار انتهاء صلاة التراويح لتبدأ بالتسول، وتقول “بطلع مية ألف باليوم برمضان، وبالعادة بلم 25 ألف بس”.
سمية من أسرة مؤلفة من 5 أطفال ووالدين، وكلهم يعملون بالتسول، وبالرغم من أن كلاً منهم يحصل على ذات “اليومية” تقريباً، إلا أنهم لا يتوقفون عن العمل حتى يجمع والدها ثمن منزلاً جديداً وسيارة تكسي يعتاشون من خلالها وبعدها سيتوقف الجميع عن العمل، كما وعدهم.