وسط جمود سياسي وتضخم اقتصادي تشهده الدولة السورية، انتهى أمس الأربعاء اجتماع لجنة الاتصال العربية، بين وزراء خارجية سوريا والعراق والأردن والسعودية ومصر ولبنان وبحضور أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط، وهو يُعتبر أحد بنود مخرجات اجتماع عمّان الذي عُقد في الأول من أيار الفائت، بين وزراء خارجية سوريا والسعودية ومصر والأردن والعراق، حيث أوصى القرار الذي عادت سوريا بموجبه إلى الجامعة العربية، بضرورة الالتزام ببنود هذا الاجتماع لضمان حل الأزمة السورية، على كافة الأصعدة.
واعتُبر الاجتماع الذي عُقد أمس الأربعاء في القاهرة بأنه إعادة تحريك للمسار السياسي بين سوريا والعرب، في الوقت الذي يتساءل فيه الشارع السوري عن غياب وجود أي تأثير للتقارب العربي من سوريا على الصعد السياسية والاقتصادية السورية، وفي هذا السياق نشرت صحيفة “العرب” مقالاً للصحفي الموريتاني الشيخ ولد السالك، الذي زار سوريا مؤخراً والتقى بالرئيس بشار الأسد، قال فيه حول عودة سوريا إلى الجامعة العربية: “سوريا دولة محورية في النظام الإقليمي العربي، والحفاظ على كيان دولتها الوطنية في مقابل قوى التطرف الراديكالية، ضرورة تاريخية ومسؤولية عربية، كما أن إعادة إعمار سوريا وتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة، مهمة عربية عاجلة يجب أن تتحقق” موضحاً “أن هذه العودة لا بد أن تُعززَ بخطوات عربية لتحسين الأوضاع الاقتصادية للشعب السوري، وبذل جهد عربي دبلوماسي لرفع العقوبات الأمريكية، وتشجيع رأس المال العربي للاستثمار في سوريا، وفتح الباب أمام المواطن العربي للذهاب للسياحة في سوريا”.
فيما أشار السفير السابق أحمد مبيضين، في مقال نشرته صحيفة “الغد” إلى أن “اجتماع القاهرة بحث أسباب الركود وتحريك الجمود بعد اجتماعي عمان وجدة بشأن الملف السوري، وكيفية تنشيطه، وتسريع إيقاع عودة سوريا إلى محيطها العربي” لافتاً إلى أن اجتماع مجموعة الاتصال مؤخراً، يأتي وسط جمود سياسي سوري، لكنه فرصة لمراجعة ذلك، خاصة وأن الحل السياسي يأتي في مرتبة متأخرة نسبياً، نظراً لتحول الاهتمام الدولي إلى الأزمة الأوكرانية ومجرياتها، واتجاه الاهتمام الأمريكي نحو صعود الصين”.
فيما أبدت مصادر مطلعة على مجريات اجتماع القاهرة تفاؤلها بمخرجات هذا الاجتماع، موضحة في حديث لصحيفة “الأخبار” اللبنانية أن المسائل التي ركّز عليها البيان “تمهّد الطريق أمام اتّخاذ مجموعة تدابير مشتركة من شأنها أن تحرّك الجمود السياسي وفق المسار الأممي للحلّ في سوريا، بعدما وضع الكرة في ملعب المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسن” مشيرة إلى أهمية اللقاءات الثنائية التي تخللت هذا الاجتماع، حيث نقلت عنها الصحيفة “تلك اللقاءات اتّسمت بالتوافق الواضح على مجمل القضايا التي تمّت مناقشتها، الأمر الذي مهّد الطريق للخروج ببيان ختامي من اجتماع القاهرة، يؤسّس لعمل عربي مشترك من شأنه أن يحرّك جمود الملفّ السوري”.
بعد عودة سوريا إلى الجامعة العربية واجتماع عمّان الخماسي في الأول من أيار الفائت، تولّدت آمالاً لدى السوريين بأن المرحلة المقبلة ستشهد انفراجات اقتصادية أو على الأقل لن نشهد المزيد من التضخم، خصوصاً أن بنود البيان الختامي لاجتماع عمّان ركّزت على ضرورة تقديم الدعم لسوريا لإعادة الإعمار فيها وبالتالي النهوض بالوضع الاقتصادي للبلاد، إلا أن الواقع كان مخالفاً للتوقعات.