أثر برس

في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.. هل ستفقد “العيدية” بريقها عند السوريين؟

by Athr Press B

خاص|| أثر ينوي هشام هذا العام أن (يقلص) قيمة العيديات المادية في عيد الفطر التي يمنحها لأولاد أقاربه ومن يزوره منهم، فهو يعلم في قرارة نفسه أن ذلك سيحرجه إلا أنه يبرر ذلك بـالحالة المادية التي يعانيها هو وجميع أقرانه من الموظفين، على حد تعبيره.

حال هشام حال عدد كبير من السوريين الذين يرغبون في تبادل المعايدات مع الأقارب فالحال الاقتصادي للأسر بات يلقي بظلاله على الأفراد وعلى قدرتهم على هذا التواصل “المادي الجميل”.

بدورها، رانيا التي ينتظر أولادها العيدية بفارغ الصبر فهم بحسب قولها لـ “أثر” لا يحصلون على مبلغ (محرز) إلا بالعيد؛ وتضيف لـ “أثر”: “منذ سنوات عدة كان الأولاد صغاراً ولم يطالبوني بعيدية؛ أما اليوم أكبرهم في الصف السادس وكل يوم يذكرني أن العيد قريب وعليّ أن أعطيه 15 ألف ليرة ليشتري ما يريد؛ وكل شيء قد تغير ومن كان يأخذ 1000 ليرة مصروف يومي لم تعد تشتري له شيئاً”.

أما اليافع عمار فقرر ألا يكلف والده بمبلغ كبير فقط يريد منه 10 آلاف عيدية فقد قرر أن يجمع (العيديات) من أقاربه لأنه ينوي شراء دراجة هوائية ووالده لا يملك القدرة لذلك، بحسب ما قاله لـ “أثر”، بينما توضح نور البالغة 10 أعوام أنها حصلت العام الماضي على 2000 ل.س أما هذا العام فتتوقع أن تمنحها أمها 5 آلاف ووالدها 5 آلاف أيضاً إضافة إلى عيديات من جدتها وجدها.

من جانبه، أبو نورس وصف الوضع الحالي بـ “المتغير”، مضيفاً لـ “أثر”: “لم يعد باستطاعتي منح أولادي العيدية فقد كبروا ومن المفترض أن يرتفع المبلغ وهذه ليست قدرتي لذلك قررت هذا العام أن أعتذر من أولادي وسأكتفي بعزيمتهم على أحد الملاهي والاستمتاع بتناول سندويشة شاورما لكل منهم”.

تجدر الإشارة إلى أن “العيدية” لها رمزية خاصة عند الأطفال، فهم يترقبونها صبيحة أول أيام العيد، لتضفي على بهجة العيد أجواء من المرح والسرور، وتعدّ تقليداً مألوفاً، يقدّم فيه الكبار سواءً الآباء أم الأمهات أم الأقارب، الهدايا للصغار أو نقود عند تهنئتهم بعيد الفطر السعيد، مع الإشارة إلى أن الظروف الاقتصادية الصعبة أثرت في عدد من العادات والتقاليد التي اعتادها السوريون، وأدت إلى تلاشيها.

دينا عبد 

اقرأ أيضاً