أيام قليلة مرت على عملية “درع الشمال” التي أطلقها الكيان الإسرائيلي على الحدود اللبنانية بحجة وجود أنفاق حفرها حزب الله، وإلى الآن لم يتم التأكد من علاقة حزب الله فيها بشكل مباشر، خصوصاً في غياب أي تصريح منه حول هذه الحادثة، وبعد هذه الأيام بدأت وسائل الإعلام العبرية بالحديث عن الضرر الذي ألحقته هذه العملية بالمستوطنيين الإسرائيلين، حيث ذكرت القناة “العاشرة” العبرية أن انطلاق عملية “درع الشمال” تسببت بتوتر كبير لدى أصحاب الفنادق ومواقع الاستجمام في الأراضي المحتلة، بسبب موجة إلغاء الحجوزات، مشيرة إلى أن المخاوف الكبيرة تتمحور حول طول مدة العملية التي قد تؤدي إلى انهيار اقتصادي لقطاع السياحة لدى الكيان الإسرائيلي.
وقالت صحيفة “العرب” اللندنية:
“لا توجد مصلحة لبنانية في الإقدام على مثل هذه المغامرات، من نوع حفر الأنفاق، هذه مغامرات لا تستفيد منها إلا إسرائيل، الدليل على ذلك أن العالم كلّه، على رأسه الولايات المتّحدة، وقف مع دولة تمارس الإرهاب وذلك عبر العمل على تكريس الاحتلال للقدس الشرقية ولجزء كبير من الضفّة الغربية لمجرّد أن حركة مثل “حماس″ تستخدم صواريخها بين حين وآخر”.
وجاء في “رأي اليوم“:
“إدارة الرئيس ترامب التي أعطت الضوء الأخضر لنِتنياهو للإقدام على هذه العملية تعتقد أنها تصب في مصلحة استراتيجيتها ولكن النتائج جاءت عكسية تماماً، وتبين حتى الآن على الأقل أن الأكثر تضرراً مِن عملية درع الشمال هِي إسرائيل، خاصة بعد أن تبين أن درعها هذا مليء بالثقوب”.
أما “سفوبوديانا بريسا” الروسية فأكدت أن هذه العملية كانت بسبب الضغوط التي يعاني منها رئيس “الحكومة الإسرائيلية” بنيامين نتنياهو، فنشرت:
“صرحت المعارضة الإسرائيلية بأن العملية ضد قوات لبنانية معينة، تم إطلاقها على وجه التحديد لأغراض سياسية داخلية، لأن نتنياهو لديه مشاكل والضغوط عليه جدية، هذا واضح تماماً، سواء في الجيش أم الشرطة، وهلم جرا”.
اعتاد حزب الله على أن يكون هو أول المعلنين عن أي عمل يقوم به سواء كان فيه الخاسر أو الرابح، لكنه في هذه العملية لم يدلِ بأي تصريح، واللافت أنه بعد أيام قليلة من الإعلان عن انطلاق هذه العملية أكد موقع “ديبكا” الاستخباراتي العبري أن الكيان الإسرائيلي غير مستعد للدخول في أي معركة، بالرغم من التهديدات السابقة “للمسؤولين الإسرائيليين”، ما يشير إلى أن هذه العملية تتعلق بعوامل داخلية ضمن الكيان الإسرائيلي، ما يؤكد أيضاً أن تخوف “إسرائيل” لا يقتصر على الجبهتين الشمالية والجنوبية فقط وإنما هناك أيضاً جبهة داخلية تعاني منها وتواجهها بشكل سري، لكن آثار المواجهة بدأت بالظهور إلى العلن.