خاص || أثر سبورت
لم يجامل الكابتن محمد دهمان قائد المنتخب الوطني السابق لكرة القدم أحد في حديثه لـ”أثر برس” عن الكرة السورية والدوري والمدربين واللاعبين، وكان صريحاً كعادته وجاداً في الكلام كما كان في الملعب وجميع من عاصره وعاصر جيله يعرف من هو الدهمان الذي كان أفضل المهاجمين يهابونه.
وقال الدهمان: “لا يمكن الحكم في أول جولتين مضتا من الدوري الممتاز على مستوى الفرق واللاعبين والمدربين والرؤية لا تتضح إلا بعد ثالث أو رابع جولة، حينها يمكن تحقيق الانسجام بين المدرب واللاعبين لأن معظم المدربين بدؤوا عملهم وتحضيراتهم قبل مدة قريبة من انطلاق الدوري وهي مدة ليست كافية لإعداد الفرق، وحينها يمكن الحديث بالتفصيل أكثر ولكن هناك أمور مهمة يجب التطرق لها، يجب أن تكون قد حدثت قبل انطلاق الدوري، منها أنه يجب على إدارات الأندية أن تعد خطة لإعداد الكوادر التي ستقود فرقها وتأمين متطلبات النجاح، وبعد تأمين ذلك يأتي دور المدرب لوضع خطة وأسلوب لعب للعمل وتدريب فريقه للعب وفقه في المباريات”.
لم يلفت نظري في كل اللاعبين بكل الأندية أي لاعب لأننا لم نشاهد كرة قدم صحيحة حتى الآن في أول جولتين ولم أشاهد قائد فريق يقود فريقه من حالة لحالة لأن دور قائد هو كدور المدرب في أرض الملعب ولم أشاهد هوية فريق ولم أشاهد سوى عك كروي للأسف حتى لا أظلم أحداً أؤكد أن سوء أرضية الملعب أو الملاعب عموماً تمنع اللاعب من إظهار موهبته أثناء المباراة ولكنها ليست عذراً دائماً.
أسلوب لعب عشوائي:
وأضاف قائد المنتخب السوري السابق: “على الرغم من أنه لا يمكن الحكم مبكراً كما أسلفت فإنه للأسف لم نشاهد أي خطة واضحة للمدربين وما رأيناه هو أسلوب لعب عشوائي وتشتيت للكرات، بينما المدرب يقف على الخط يصرخ على فلان وينتقد علان من اللاعبين، وكان من المفروض أن المدرب يعطي تعليماته ويضع الخطة في غرف المشالح كما اصطلح تسميتها ويراقب تنفيذها في أرض الملعب ويدون ملاحظاته ليتم تلافيها أو استغلالها عند الخصم والتدخل يكون في بعض الحالات فقط”.
وتابع: “بعد مرحلتين لم أشاهد أي أسلوب لعب مبرمج في التسعين دقيقة عند أي فريق، ولم أشاهد أي خطة أو جملة تكتيكية أو هجمة منظمة عبر الخطوط، ولم أر استغلالاً لمساحات الملعب وبصراحة لم أشاهد كرة قدم إطلاقاً وحتى عند فريقي الفتوة وأهلي حلب اللذين يمثلان سوريا في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي وهما يضمان نخبة نجوم الكرة السورية لم أشاهد ذلك”.
وأشار الكابتن دهمان إلى أهمية متابعة المدرب لكل الفرق وتسجيل ملاحظاته وإجراء إحصائيات عن كل ما يتعلق بالمباراة واللاعبين ليكون على دراية كاملة بالخصوم عند مواجهتهم.
أين هو المدير الفني؟ الدهمان يُجيب
لا يوجد لدينا مدربون يستطيعون قيادة الفريق في المباراة كما في الدوريات الأوروبية، إذ نشاهد المدرب وهو في مكانه بأرض الملعب يفكر ويتشاور مع مساعديه وبلحظة يقلب المباراة رأساً على عقب لصالح فريقه والمدربون الموجودون عندنا هم بالاسم فقط.
المدير الفني يجب أن يجمع ثلاث صفات (ممرن ومدرب وكوتش فريق) عندها يستطيع قيادة الفريق وهو جالس أو واقف وللأسف لا يوجد في سوريا من يجمع هذه الصفات.
لنضرب مثالاً، والكلام للدهمان، فريقان خاسران حتى الوقت المحتسب بدل ضائع حينها أدركا التعادل هذا يدفعنا للسؤال ماذا كان يفعل المدربان طوال مدة ما قبل المباراة لماذا لم يدربا اللاعبين على إيجاد خطة لاختراق دفاع الخصم عند تسجيله هدف في مرمى فريقهما حتى ينتظرا إلى الرمق الأخير لتسجيل الهدف ومن كرة ثابتة أو عرضية داخل الجزاء ومن دربكة رافقها كثير من الحظ لتسجيل الهدف.
ليس بالضرورة فوز مدرب ببطولة ما أو المنافسة عليها أن يكون مدرباً ناجحاً ومع احترامي للجميع هذا ليس شرطاً وإنما الشرط الرئيس هو مقومات النجاح التي تجريها الإدارات وأهم مقومات النجاح هو المال الذي يتم فيه شراء أفضل اللاعبين وهنا يظهر دور المدرب من أول مباراة ولتأكيد ذلك هو ماذا فعلت حتى الآن الفرق التي احتلت المراكز الخمسة الأولى في الدوري الموسم الماضي وما الأداء الذي قدمته؟.
أين قائد الفريق؟
لم يلفت نظري في كل اللاعبين بكل الأندية أي لاعب لأننا لم نشاهد كرة قدم صحيحة حتى الآن في أول جولتين ولم أشاهد قائد فريق يقود فريقه من حالة لحالة لأن دور قائد هو كدور المدرب في أرض الملعب ولم أشاهد هوية فريق ولم أشاهد سوى عك كروي للأسف حتى لا أظلم أحداً أؤكد أن سوء أرضية الملعب أو الملاعب عموماً تمنع اللاعب من إظهار موهبته أثناء المباراة ولكنها ليست عذراً دائماً.
الأمور ليست في مستوى تصاعدي وما زلنا نراوح في المكان.
تساؤلات!
أين هو “الفار” وأين هي القاعة المنظمة والمخصصة للاجتماعات والمؤتمرات؟، وهل من المعقول أن تُجرى المؤتمرات الصحافية بعد المباراة بغرفة صغيرة لا يتوفر فيها شيء من العوامل الضرورية للمؤتمرات فيبدو الموضوع (هات إيدك والحقني)، وهل مراقبو المباريات لعبوا كرة القدم ولماذا تستمر المحسوبيات والواسطات وتمسيح الجوخ في كرتنا؟
لماذا يتم إبعاد الشرفاء عن كرتنا وما تاريخ الموجودين حالياً وماذا قدموا وما إمكانياتهم الفنية والعلمية والإدارية وهؤلاء يمنعون دخول أصحاب الاختصاص والخبرة لأنهم سيحلون محلهم وبالتالي تنتهي مصالحهم.
“السوشيال ميديا” والتواصل الاجتماعي هم صنّاع اللاعبين فيروجونهم و(ينفخونهم) حتى يظن الجمهور أنهم من عظماء اللعبة.
يوجد لدينا خامات ومواهب ولكن للأسف لا يتم استثمارها استثماراً صحيحاً بالإضافة إلى أن الميسورين يدفعون للمدربين والإداريين كي يلعب أبناؤهم مكان هؤلاء الموهوبين فيضيع هؤلاء وهذا الأمر موجود في كل الأندية وحتى المنتخبات.
في كل دول العالم يحترمون خبراتهم وتاريخهم وفي خارج سوريا يحترمون اللاعبين السوريين والخبرات، وحدث أن قياديين رياضيين سوريين حضروا مع لاعبين قدماء في دول أخرى لم يعرفهم أحد وتم الترحيب وتكريم الخبرات من دون أن يعير أحد هذه الكوادر أي اهتمام.
ربما أو من الممكن أن يظهر في المباريات القادمة في بعض الأندية ارتفاع في المستوى أو انخفاض أو أسلوب لعب جديد.
من هو الدهمان؟
الكابتن محمد دهمان هو لاعب منتخب سوريا ونادي الحرية سابقاً ومدرب كرة قدم آسيوي معتمد من الفيفا ودرب منتخب سوريا الأولمبي ومنتخب الشباب والحرية وجبلة والنواعير ومنتخب حلب وحاصل على جميع الشهادات التدريبية ومرشح للمستوى PRO العالمي للتدريب.
عمل محللاً فنياً للدوري السوري والإنكليزي وتصفيات كأس العالم في قنوات تلفزيونية عدة.
لعب لكل منتخبات سوريا وحمل شارة القيادة لمنتخب سوريا لمدة 10 سنوات وكان من أفضل المدافعين السوريين والعرب والآسيويين في حينه، بالإضافة إلى عمله عضو في إدارة نادي الحرية وإداري في فرقه ويجيد اللغة الإنكليزية.
محسن عمران