أكد قائد فصيل “جيش سوريا الحرة” المدعوم أمريكياً محمد فريد القاسم، أنّ المناورات العسكرية الأخيرة مع “التحالف الدولي” تهدف إلى رفع سويّة الفصيل في المنطقة، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تدعم العمل مع جميع الأطراف لتشكيل جسم عسكري موحّد.
وفي تصريحات أدلى بها لتلفزيون “سوريا” المعارض، قال القاسم: “بدأت عملية التنسيق بيننا وبين “قسد”، ولكن على مستويات منخفضة”، مضيفاً: “نعمل على التنسيق مع جميع المكونات العسكرية في المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة السورية”.
وتأتي تصريحات القاسم عقب انتهاء مناورات في منطقة الـ 55 كم، أجرتها القوات الأمريكية انطلاقاً من قاعدة “التنف” مع فصيل “جيش سوريا الحرة” عند مثلّث الحدود السورية- الأردنية- العراقية المشتركة، وامتدت المناورات أيام عدة، شملت التدريب على أنظمة رصد واستطلاع، إضافة إلى استخدام أسلحة مضادة للطيران ورشاشات متوسطة وثقيلة مع التركيز على الجانب الدفاعي.
وذكر فصيل “جيش سوريا الحرة” في حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، إنّه “بوصفه جزء من مهمتنا المشتركة لضمان الأمن والاستقرار وتعزيز القدرة القتالية المشتركة في منطقة الـ55 كم، أكمل جيش سوريا الحرة مناورات تدريبية مشتركة استمرت لأيام عدة”.
وفي هذا الصدد، عدّت قناة “الميادين” في تقرير نشرته أنه “على الرغم من أن الفصيل أشار إلى أن المناورات غايتها دفاعية، غير أنها تلمّح إلى وجود مخطط أمريكي لربط قاعدة التنف بمناطق سيطرة “قسد” في شمال شرقي سوريا، بالاعتماد على قوات من أبناء العشائر، التي تواصل الولايات المتحدة العمل على تشكيلها في مناطق سيطرة “قسد”.
ونقلت “الميادين” عن مصادر ميدانية قولها إنّ “الولايات المتحدة لم تتمكن حتى الآن من تشكيل أي نواة لقوة عشائرية، تهدف لحماية قواعدها في شمال شرقي سوريا من الهجمات، وتشكيل ميليشات تابعة لها بشكل مباشر”، مشيرةً إلى أنّ “قسد لا تريد الانخراط في هذه القوة، وربما تعمل على عرقلة تشكيلها أيضاً، وهو ما يعطي مؤشرات عن فشل أولي لهذا المخطط”.
وأوضحت المصادر أنّ “الحديث عن سعي أمريكي لربط قاعدة التنف بقواعدها في شمال شرقي سوريا أمر مبالغ فيه، لاستحالة ذلك في ظل انتشار الجيش السوري والقوات الرديفة في كامل البادية التي تربط التنف ببادية حمص وصولاً إلى البوكمال”.
ولفتت إلى أنّ “التحالف يحاول الضغط على المقاومة الشعبية لمنعها من توسيع عملياتها ضد الوجود غير الشرعي للقواعد الأمريكية جنوب وشمال شرقي البلاد”.
يشار إلى أن مندوب روسيا الدائم في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، اتّهم واشنطن بالعمل لإنشاء “جيش سوريا الحرة” في محافظة الرقة.
وقال نيبيزيا، في اجتماع لمجلس الأمن: “نود الإشارة من جديد إلى نهج الولايات المتحدة الهدام الذي لم يعد كافياً لها، على ما يبدو، توريد الأسلحة للتشكيلات المسلحة غير الشرعية التي أنشأتها في منطقة شرقي سوريا والتنف”، مؤكداً أن “الولايات المتحدة الأمريكية تعمل لإنشاء “جيش سوريا الحرة” في محافظة الرقة بمشاركة عناصر من تنظيم “داعش” وممثلين عن القبائل العربية المحلية “لاستخدامهم في مواجهة السلطات السورية”.
أثر برس