أثر برس

قبل أستانة بأيام.. ظريف يزور دمشق وروسيا تصعد لهجتها.. والنفوذ التركي في إدلب يتراجع

by Athr Press Z

من المفترض أن يتم عقد اجتماع أستانة في 25 و26 من الشهر الجاري، بحضور المبعوث الأممي الجديد إلى سورية غير بيدرسون، ومن المُجمع عليه أن أحد القضايا الرئيسية في هذا الاجتماع ستكون حل مسألة محافظة إدلب.

وبخصوص هذه المسألة زار وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، دمشق وأنقرة، وبالرغم من أن زيارته كانت تتزامن مع العديد من المستجدات في سورية أبرزها الحصار الاقتصادي والكشف عن وثائق أمريكية تكشف الإجراءات التي تقوم بها واشنطن لمنع وصول المساعدات الإيرانية إلى سورية خصوصاً الشحنات النفطية، حيث أولى ظريف قضية إدلب والشمال السوري بشكل عام أهمية خاصة في نقاشاته مع المسؤولين السوريين والأتراك، حيث قال خلال زياته إلى دمشق: “لن نقبل باستمرار وجود الإرهابيين في إدلب” وعند وصوله لأنقرة قال: “الحل الأفضل لحفظ أمن الدول هو تسليم المناطق الحدودية بين سورية وتركيا للقوات السورية.

زيارة ظريف إلى دمشق وتصريحاته تزامنت مع تصعيد في اللجهة الروسية إزاء قضية إدلب وعدم التزام أنقرة بالاتفاقيات التي عُقدت بشأنها، فبعدما كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد أكد على التعاون والتنسيق المستمر بين روسيا وتركيا مبيناً أن الأمور تسير كما يجب، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي أوليغ سيرومولوتوف، بعد زيارة ظريف أن صبر روسيا بدأ ينفذ مشدداً على ضرورة التزام تركيا بما تم الاتفاق عليه بشأن إدلب، كما أضاف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه “سيتعين علينا حل مشكلة القضاء على الإرهاب في إدلب على أساس الاتفاقات الروسية-التركية، وعلى أساس أن الإرهابيين لا يمكنهم البقاء هناك إلى الأبد“.

وفي ظل هذه التصريحات لكل من روسيا وإيران، لا بد من التذكير بأن مصادر تابعة للفصائل المعارضة كشفت مسبقاً عن أن تركيا هي من ساعدت “النصرة” في السيطرة على كامل محافظة إدلب وأن التنسيق بين أنقرة و”النصرة” وصل إلى تنسيق القوات التركية مع “النصرة” لتسيير دورياتها وإعلامها بتوقيتها ومسارها، واللافت أن تركيا لم تنف أي من هذه الحقائق.

الحديث الإيراني والروسي تزامن أيضاً مع حقيقة كشفها الناطق باسم “الجيش الوطني الليبي” اللواء أحمد المسماري، خلال مؤتمر صحفي حيث أكد أن أنقرة تنقل مسلحي “النصرة” من إدلب إلى ليبيا، إذ قال: “إن هناك رحلات جوية مباشرة من تركيا إلى مصراتة تنقل مسلحين من جبهة النصرة قاتلوا في سورية، كما أن عدد المقاتلين الأجانب في ازدياد”، ما يشير إلى أن تركيا تحاول إيجاد المخرج للتخلص من مأزقها، ولتثبت أنها قادرة على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه مع روسيا وإيران، وفي السياق ذاته، نشرت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية مقالاً قالت فيه: “إن خروج النصرة من إدلب يعني انتهاءها”.

وفي الوقت ذاته، عاد متزعم “جبهة النصرة” أبو محمد الجولاني للظهور في المشهد بعد غيابه لشهرين بعد التفجير الذي استهدفه في إدلب، وظهر في اجتماع مع قياديي العديد من المجموعات المسلحة ومسؤولين أتراك لم يتم الكشف عن هويتهم، ولم يتوان خلال هذا الاجتماع من انتقاد الوجود التركي في إدلب، حيث شدد على أن الدوريات التي تسييرها تركيا في إدلب بالتنسيق مع “النصرة” لم تعد تملك أي تأثير.

جميع ما ذُكر يشير إلى أن نفوذ تركيا في إدلب بدأ ينحسر، فالتعاون الذي حاولت خلقه مع “النصرة” في طريقه إلى الفشل، كما أن نفوذ أنقرة على “النصرة” بدأ ينحد والفلتان الأمني في المحافظة بازدياد مستمر، كما أن لهجة شركاءها في أستانة بدأت بالتصاعد، إضافة إلى أن مسألة شمال شرق سورية تشكل لها أولوية في المرحلة الحالية.

زهراء سرحان

اقرأ أيضاً