أثر برس

قبل يوم من انعقادها.. ماذا قالوا عن قمة بوتين-أردوغان حول سوريا؟

by Athr Press Z

خاص|| أثر برس تنطلق يوم غد الأربعاء طائرة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى موسكو محملاً بالعديد من الملفات لطرحها على طاولة النقاش وعلى رأسها الملف السوري، وذلك تلبية لدعوة نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وبعيداً عن التصريحات والبيانات التركية والروسية الرسمية حول هذا اللقاء، فإن التحليلات والتوقعات تُجمع على أن هذا اللقاء سينتج عنه معادلة جديدة بين تركيا وروسيا في سوريا، تتناسب مع المتغيرات السياسية التي تشهدها الساحة الإقليمية والدولية من اختلاف موازين قوى وغيرها.

ثمة تطورات ميدانية تشهدها منطقة شمال وشمال غرب سوريا قبل أيام من هذا اللقاء، علّقت عليها قناة “الحرة” الأمريكية “إن المشهد الميداني العام في تلك المنطقة يقود إلى أن التصعيد “بلغ الذروة”، خاصة أن مساراته لم تعد تقتصر على حدود برية متواترة وكانت مرسومة في السابق، ليتعدى ذلك إلى مناطق “الخط الأحمر” لدى الروس من جهة والأتراك من جهة أخرى”.

وتمثّل التصعيد بعدة تطورات أبرزها إرسال تعزيزات عسكرية تركية إلى إدلب، وتنفيذ ضربات جوية روسية على معسكرات لفصائل أنقرة بمنطقة عفرين في ريف حلب الشمالي، واستهداف المجموعات المسلحة لقرى محيطة بقاعدة حميميم الروسية في ريف اللاذقية، إلى جانب تصعيد استهدافات سلاح الجو الروسي-السوري المشترك لمواقع المسلحين في إدلب، حيث أفادت صحيفة “ديلي صباح” التركية بأن “الضربات الجوية الأخيرة لطائرات روسية وسورية متمركزة في إدلب تُلزم أنقرة بمراجعة الاتفاقات القائمة، لهذا السبب، خلال اجتماع أردوغان وبوتين، ستسعى أنقرة للحصول على إجابات للعديد من الأسئلة من موسكو”.

من جهته، نقل موقع “ستارز ستريبس” الأمريكي عن مسؤولين تركيين رفضا الكشف عن هويتهما أنه “من المتوقع أن يرفع أردوغان التصعيد في إدلب عندما يلتقي في 29 أيلول مع فلاديمير بوتين”.

وفي وجهة نظر قريبة مما ورد، نقل موقع “المونيتور” الأمريكي عن العالم السياسي الروسي فيودور لوكيانوف، قوله: “إن المصالح الروسية والتركية في المنطقة متعارضة تماماً، وجميع الاتفاقات التي تم التوصل إليها بشأن انسحاب المسلحين من شمال غرب سوريا، لم تُثبت جدواها”، مشيراً في الوقت ذاته على أنه “على الرغم من المأزق الروسي-التركي المستمر بشأن المسائل الأكبر المتعلقة بسوريا، يمكن أن تكون القمة نعمة لجهود عدم التضارب المستمرة التي تهدف إلى التخفيف من مخاطر التصعيد العسكري بين المسلحين المدعومين من تركيا والجيش السوري”.

من جهتها، سبق أن نقلت صحيفة “الوطن” السورية عن مصادر ميدانية في إدلب أن الجيش السوري وروسيا لديهما أوراق قوية قادرة على إجبار أردوغان على مراجعة ما وصفته بـ”قراراته السيئة التي اتخذها” مشيراً إلى أن “الظروف الآن مناسبة لفرض تسوية شاملة في إدلب، على الأقل في المنطقة الواقعة جنوب الطريق M4، مثل هذه التسوية تتطلب انسحاب الإرهابيين منها إلى جانبها الشمالي وإلى عمق 6 كيلومترات تمهيداً لفتح الطريق”.

كما توقع عضو مركز المصالحة الوطنية عمر رحمون، أن يمهد اجتماع أردوغان وبوتين الطريق لاستعادة الدولة السورية لطريق M4.

وكذلك نقل موقع “المدن” المعارض عن الباحث في مركز الحوار السوري محمد سالم، أن اللقاء التركي-الروسي سيقرر شكل خريطة السيطرة شمال غربي سوريا، وهناك احتمالات أن تجري مقايضة بالفعل، جنوبي الطريق الدولي مقابل تل رفعت، أو تمسك تركيا بمنطقة جبل الزاوية مقابل المعابر، فيما أشار الباحث المعارض محمد السكري، إلى أن التصعيد الروسي في إدلب سيشمل مناطق تخضع لتفاهمات تراها تركيا منفصلة عن منطقة إدلب والطريق الدولي، أي مناطق خاضعة لسيطرة ما يسمى بـ “الجيش الوطني” التابع لأنقرة، وهو ما يشير إلى أن حجم الخلافات وتراجع الثقة بين تركيا وروسيا، موضحاً أن موسكو ستقدّم الطريق الدولي على قائمة مطالبها، لأنه يعتبر سيادياً ومهماً لها وللحكومة السورية، بينما تركيا لا تريد منح روسيا هذا المكسب.

يلاحظ مما ورد أن التحليلات تُجمع على أن الاجتماع الروسي-التركي سيتمخض عنه معادلة ميدانية جديدة في إدلب وربما قد تشمل كافة مناطق شمال غرب سوريا، خصوصاً أن المشهد لم يُقتصر فقط على تطورات ميدانية، وإنما ظهرت إلى العلن تصريحات روسية وتركية تُنذر أن تلك المنطقة مقبلة على واقع جديد، بحسب تحليلات المراقبون.

زهراء سرحان

اقرأ أيضاً