“أرجوك أنا لا أستطيع أن أتنفس” هذه كانت آخر عبارة قالها الشاب جورج فلويد ، أسود البشرة في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا قبل أن يقتله شرطي أمريكي أثناء محاولة توقيفه بعدما جلس على رقبته لعدة دقائق، حيث تسببت هذه الحادثة باندلاع الاحتجاجات والمظاهرات في عدة مدن أمريكية، الأمر الذي لاقى الكثير من ردود الأفعال المنددة والمطالبة بالحد من سياسات التمييز العنصري التي ملأت تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.
كما كانت هذه الحادثة موضع اهتمام العديد من الصحف العربية والعالمية:
حيث جاء في صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية :
“إن حدة الاضطرابات والعنف تزايدت بالتزامن مع غضب المتظاهرين، ومقتل جورج فلويد أيقظ جراحاً لم تندمل”.
كما أشارت “المستقبل” المصرية إلى أن:
“هذه الاحتجاجات تؤكد على السلوك العدائي للأمريكيين أصحاب البشرة البيضاء، تجاه مواطنيهم من السود، وتجدد مرات ومرات على أن الكلام المنمق الذي تستخدمه الإدارات الأمريكية المتعاقبة للحديث عن بعض وجوه المساواة والعدالة المتحققة في المجتمع الأمريكي، ليس حقيقة في المجمل، وإنما في جزء منه فقط، وهو يخفي خلفه صورة قبيحة لهذه الدولة، لا يمكن قبولها في القرن الحادي والعشرين، ويدلل في الوقت ذاته على أن الاضطهاد والعنصرية متأصلان في الولايات المتحدة، رغم أن الدعاية الأمريكية منذ زمن طويل تحاول أن تصور هذه البلاد وشعبها بأنهم يعيشون في مدينة فاضلة أشبه بمدينة أفلاطون”.
ونشرت “رأي اليوم” اللندنية:
هذه الجريمة البَشِعَة التي وثقها أحد المارّة بكاميرا هاتفه المحمول أعادت فتح مِلف الاضّطهاد الذي يتعرّض له المُواطنون السّود على أيدي الشرطة، وبعض مؤسّسات الدولة، رغم مُرور عاماَ أو أكثر على إلغاء قوانين التّمييز العنصري، فالفوارق ما زالت موجودة”.
هذه الحادثة أخذت ضجيج كبير في كافة الأوساط السياسية والإعلامية، كما تم نشر العديد من صور الكاريكاتورية المنددة بهذه الحادثة، إضافة إلى تعبير العديد من الناشطين والسياسيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن رفضهم لهذه الحادثة في بلد يدعي باستمرار التحضّر وحماية حقوق شعبه، حيث أشار الناشط السعودي ونجل الداعية السعودي المعتقل سلمان العودة، خلال تغريدة على “تويتر” إلى أن الكلمة الأخيرة التي قالها فلويد، مشابهة للجملة الأخيرة التي قالها الصحفي السعودي الذي قُتل في القنصلية السعودية في إسطنبول جمال خاشقجي، عندما قال: “أنا أختنق”، كما شبّه صحفيون الطريقة التي قُتل بها فلويد، بالطريقة التي يعتدي بها “الجيش الإسرائيلي” على الفلسطينيين.