بعد الإعلان عن نية وفد من حركة “حماس” الفلسطينية زيارة العاصمة دمشق، نقلت صحيفة “الأخبار” اللبنانية عن مصادرها أنه تم إبلاغ الحركة بنية الرئيس بشار الأسد، باستقبال الفصائل الفلسطينية وأن “حماس” مدعوّة لهذا اللقاء.
“الأخبار” أكدت أن مسؤول ملف العلاقات العربية والإسلامية لدى “حماس” خليل الحية، ووفداً قيادياً منها، سيكونان ضمن الجمْع المتوجّه إلى دمشق، ولم يحدَّد بعد موعد الاجتماع السوري – الفصائلي، علماً أن الفصائل طلبت تأخيره إلى حين انتهاء لقاءات المصالحة في العاصمة الجزائرية.
وأضافت “الأخبار” أنه إلى جانب اللقاء بين ممثلي الفصائل الفلسطينية ككل والرئيس الأسد، فسيكون هناك لقاء خاص بين ممثلي “حماس” والرئيس الأسد، موضحة أنه هذا اللقاء سيناقش الإشكاليات التي اعترضت العلاقة سابقاً، وطُرق تسويتها عملاً بمسار إنهاء القطيعة بين الطرفَين، كما سيتناول إمكانية إقامة مكتب تمثيل للحركة في العاصمة السورية في المدة المقبلة.
وبحسب الصحيفة اللبنانية فإنه من المتوقّع أن تَدْفع هذه الزيارة قُدُماً بخطوات “إعادة المياه إلى مجاريها”، بدعم من أطراف محور المقاومة لذلك المسار دعماً كاملاً، ورعاية إيرانية لصيقة، وإشراف مباشر من أمين عام “حزب الله”، السيد حسن نصر الله.
وفي 10 تشرين الأول الجاري، أفادت صحيفة “الوطن” السورية بأن الدولة السورية ستسقبل في الأيام القليلة القادمة وفداً يضم فصائل المقاومة الفلسطينية، بينهم ممثلون عن حركة “حماس”، مشيرة إلى وفد الحركة سيكون حصراً من الجناح المقاوم وليس الجناح الإخواني، ونقلت عن أمين عام جبهة النضال الشعبي خالد عبد المجيد، تأكيده أن “الأسبوع الماضي اجتمعت الفصائل في بيروت وأبلغونا بأن رئيس وفد حماس الذي سيزور سوريا هو مسؤول العلاقات العربية في الحركة خليل الحية”.
وفي الخامس عشر من أيلول الفائت أعلنت “حماس” رسمياً عن قرارها باستئناف علاقاتها مع دمشق، مؤكدةً مضيّها في بناء وتطوير علاقات راسخة مع سوريا بعد 10 سنوات من الخلاف وتوتر العلاقات بين الجانبين، ببيان أصدرته وُصف حينها بأنه “اعتذاري”.
يشار إلى أنه منذ حزيران الفائت بدأت تنتشر تقارير تفيد بوجود إجماع من قبل “حماس” لإعادة العلاقات مع سوريا، إلا أن هذه التقارير بقيت بين نفي وتأكيد إلى حين إصدار بيان “حماس”، وقال المحلل السياسي بسام أبو عبد الله، في حديث لـ “أثر”: “اليوم على الرغم من أنّ الرأي العام السوري ليس متحمساً كثيراً لعودة حماس، فإن السياسة ومتطلباتها تتطلب في مرحلة ما استيعابهم، هم حاولوا كثيراً تبييض صفحتهم مع سوريا وهم ليس لديهم مرتكز، تركيا طردتهم بحكم تطور علاقاتها مع إسرائيل وهي مضطرة وطُلب منها أن ترحّل قيادات حماس من إسطنبول وغيرها، وهم مضطرون اليوم للعودة إلى دمشق وإيران لن تدعمهم إن لم يكونوا مع دمشق بمحور واحد”.