خاص|| أثر برس “3000 حيوان مهدد بالموت” هكذا عنونت صاحبة ملجأ (سارة) للحيوانات البرية بريف دمشق منشورها الذي قالت فيه إن الملجأ سيتم إغلاقه رغم مطالبتها الجهات المعنية عدة مرات بعدم الإغلاق وتشريد هذه الحيوانات.
وأوضجت صاحبة الملجأ آني أورفلي لـ “أثر برس” أن الملجأ يقع في أرض زراعية، ضمن منطقة طريق المطار الجسر الرابع، وأنها حاصلة على تخصيص من وزارة الزراعة، لافتة إلى أنه تم إلزامها بنقل الحيوانات إلى منطقة “دنون” علماً أنها غير مخصصة فيها، دون أن يصدر قرار بإلغاء تخصيصها في منطقة طريق المطار.
وذكرت أورفلي أن تكلفة بناء الملجأ وتخصيص الأرض وصلت لـ 10 مليار ليرة سورية مع حفر بئرين مياه، مشيرة إلى أنه بشكل مفاجئ تم إقامة مدرسة ومشروع سياحي قرب الملجأ، وتم قطع الكهرباء والمياه عنه وتقديم شكاوى على بهدف إغلاقه.
وتساءلت أورفلي أنه “كيف تم السماح لأصحاب المشاريع بالبناء الإسمنتي الكامل ضمن أرض زراعية وهو ممنوع؟، بينما أسقف غرف الملجأ حديدية ومطابقة للأنظمة والقوانين” على حد قولها، مشيرة إلى أن إعمار الملجأ استغرق 7 سنوات، بينما نقله يحتاج لـ 5 سنوات.
وبيّنت أورفلي لـ “أثر” أن الملجأ يتبع للجمعية التي أنشأتها لحماية الحيوانات الشاردة وهي مرخصة من وزارة الشؤون الاجتماعية، وأصبحت منظمة فيما بعد وتم ترخيصها من منظمة “أويبا” العالمية التابعة للأمم المتحدة.
من جانبها، قالت عضو المكتب التنفيذي لقطاع الشؤون الاجتماعية في محافظة ريف دمشق د. آلاء الشيخ رداً على إغلاق (ملجأ سارة): “لدينا جمعيتين أو كما يطلق عليهما (فريقي إنقاذ) الأولى في منطقة الصبورة بريف دمشق والثانية بمنطقة شبعا، وهاتين الجمعيتين معنيتان بموضوع الكلاب الشاردة بشكل رئيسي وكان الهدف من تأسيس هذه الجمعيات السيطرة على الكلاب الشاردة بطريقة علمية؛ والمطلوب منهما أن يسيطرا على الكلاب الشاردة الموجودة في الشوارع و(إخصائها) لمنع تكاثرها وزيادة عددها”.
وأوضحت الشيخ لـ “أثر” أن الجمعيتين مخصصتان بأراضي مساحة كل منها 2 دونم لكل واحدة، مضيفة: “إضافة لذلك لديهم عدد كبير من الكلاب الشاردة والأعداد الموجودة في الشوارع أكثر بكثير من الأعداد الموجودة في الجمعيتين”.
وتابعت لـ “أثر”: “نتيجة كثرة الشكاوى وهروب هذه الحيوانات وبالذات الكلاب الشاردة من الملاجئ وتالياً نتيجة الروائح البشعة التي تنتشر؛ تداخلت الأمور سواء شكاوى القاطنين في الأماكن السكنية المجاورة أو مجالس البلديات التي لم تستطع تحمل أعباء ترحيل قمامة الجمعيات؛ هذه الأمور فرضت علينا بالتنسيق والاتفاق مع الفريقين أن نجد لهما أماكن بديلة علماً أن الجمعية الأولى الموجودة في الصبورة انتهى ترخيصها ووجودها غير قانوني ومن المستحيل أن يتجدد الترخيص مرة أخرى حتى لو كان من مديرية الزراعة”.
ولفتت إلى أنه وفق القانون فإن أي جمعية عندما تؤسس هناك بند رئيسي يقول: “يقع على عاتق أي جمعية تأمين تمويلها واحتياجاتها”، مضيفة: “نحن كجهة حكومية نساعد ونساند؛ ولكن هذا لا يلغي أنها كجمعية يجب أن تكون مسؤولة عن تحقيق أهدافها وتأمين تمويلها ومقرها؛ لكن مع ذلك وكون موضوع الكلاب الشاردة يحوز على اهتمامنا فقمنا بالتنسيق مع الجمعيتين بحضور مديرة الشؤون الاجتماعية في محافظة ريف دمشق بالاتفاق على أن نجد لهما أمكنة بديلة تكون بعيدة عن الأماكن السكنية فتم تخصيصهما بعقار في منطقة (خيارة دنون) في منطقة الكسوة بريف دمشق بمساحة 20 دونم مسور بسور كبير ووجود بئر مياه لا يحتاج إلا لنقل الحيوانات؛ ولكن حين اشتكت الجمعيتان من موضوع صعوبة نقل الحيوانات والكلفة المالية العالية تعهدت البلديتان في منطقتي شبعا والصبورة على ترحيل الحيوانات؛ إضافة إلى أن هناك أناس من المتضررين سيساعدونهما لحل هذه المشكلة وترحيل الحيوانات”.
وقالت: “رفعنا كتاب لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لإتمام عملية تخصيص الأرض بين وزارتي الشؤون الاجتماعية والعمل ووزارة الزراعة (لأن الأرض زراعية)، ولكن حتى الآن لم يتم اتخاذ أي إجراء لاستكمال إجراءات التخصيص؛ أما نحن كمحافظة أنهينا المطلوب منا بتأمين العقار ولكن بقي إجراء التخصيص الذي يتم بين الوزارتين”.
وختمت عضو المكتب التنفيذي لقطاع الشؤون الاجتماعية في محافظة ريف دمشق د. آلاء الشيخ، كلامها لـ”أثر” قائلة: “لا نستطيع أن نفلت الحيوانات وندعها تخرج في حال لم يلتزموا بإفراغ ملجأ سارة لأننا في هذه الحالة نتسبب بكارثة إنسانية، وحالياً نتابع مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل للإسراع بإجراءات التخصيص”.
دينا عبد
حسن العبودي