أثر برس

قرب أفران “ابن العميد” بدمشق.. بيع الخبز يعرض الفتيات للتحرش أَو يورطهن بالدعارة

by Athr Press G

خاص || أثر برس تقف “ميس” بالقرب من أفران ابن العميد بدمشق حاملةً 5 ربطات خبز لتبيعها للسيارات العابرة، وعلى الرغم من صغر سنها فهي تضع أحمر شفاه فاقع اللون وترتدي ثياباً نظيفة ولا يبدو عليها التحدّر من طبقة فقيرة، لكنها ككثير من أقرانها تساهم من خلال عملها في بيع الخبز على أوتوستراد الفيحاء، في مصاريف أسرتها الفقيرة، وتمارس نوع من التحايل على الزبائن بأن تترك في الربطة 6 أرغفة فقط لتشكّل مما تختصره من ربطات الخبز ربطة أو اثنتين تبيعها بسعر ألف ليرة سورية لزبائنها الذين يشترون على عجل.

تكشف الفتاة التي لا يزيد عمرها عن 11 عام، عن تعرّضها للتحرّش من قبل بعض الزبائن، ومحاولات إغواء من آخرين رغم أنها لا تبدو قد بلغت “سن الإناث المغريات”، وهي وبتحايل كبير تقبل بهذه اللعبة فغالباً ما يدفع الزبون لها مبلغاً مالياً إضافياً فوق ثمن الخبز في محاولة لإغرائها وقبول عرضه الذي سيكون سخياً مقابل أن تصعد للسيارة، لكنها تتلقف المال الزائد لتقول للزبون أنها ستقبل العرض إن عاد مرّة أخرى ثم تختفي بسرعة بعد أن تعطيه خبزه.

وتقول لـ “أثر برس” أن هذا الأسلوب تتبعه مجموعة من الفتيات ليحصلن على أكبر قدر من الأرباح ويختصرن فترة عملهن اليومي، فيما تزعم الفتاة أن هناك من بين العاملات ببيع الخبز تقبل بصعود السيارات والذهاب مع من يقدم عروضاً مالية كبيرة، فيتحول الأمر من بيع الخبز لممارسة الدعارة.

على ذات الجانب من أوتوستراد الفيحاء ينتشر عدد كبير من الأطفال حاملين ربطات خبز يبيعونها للمارة أو العازفين عن الوقوف في الطوابير الطويلة، وغالباً ما تجد فتيات دون سن 15 وأطفالاً تتراوح أعمارهم ما بين 7 – 10 سنوات يعملون ببيع الخبز حتى ساعة متأخرة من الليل، ومن بينهم طفلتان توأم هما “سمر وسحر” اللتان تقفان وأمامهما مجموعة من ربطات الخبز بالقرب من مفرق “جديدة عرطوز” بريف دمشق الغربي، وحين تسألها عن ثمن الربطة يبادرن بالقول (ربطتين بـ1500)، ولن تقبلان الزيادة التي سيحاول الزبون تركها لهما كنوع من البقشيش أو الصدقة وجوابهما في مثل هذه الحال سيكون “نحن مو شحّادين”، وهما لا تجيدان القراءة والكتابة لكونهما لم تذهبا للمدرسة نهائياً، وحالهما ليس فريداً وسط انعدام وجود إحصائيات دقيقة عن عدد الأطفال غير الحاصلين على حق التعلّم خلال فترة الأزمة، وخاصة ممن غادروا وعوائلهم مناطقهم الأصلية بفعل الحرب.

كيف يصل الخبز للطرقات؟

يحصل باعة الخبز على بضاعتهم من خلال التعامل مع العاملين في الفرن، وثمن الربطة يُحدد بعد معرفة رأس المال الذي لا يكون ثابتاً في العادة، فقد تكون اليوم بمبلغ 500 وغداً بمبلغ 700 ليرة، وعدد الأرغفة غير ثابت فهو إما 7 أو 8 حسب من يتعامل بالبيع من عاملي الفرن، وبحسب المعلومات الواردة لـ”أثر” فإن الحصول على الخبز من عمال الفرن لا يتم من خلال الوقوف على الطابور وإنما من خلال الاتصال به عبر الهاتف الجوال ليخرج ما يريده الزبون، والزبون هنا سيكون لاحقاً بائعاً على الطرقات.

هناك عدة طرق لتهريب الخبز خارج الفرن، القانوني منها يتم بالتحايل على أصحاب البطاقات الذكية، وعلى سبيل المثال يكون المخصص للشخص (سين)، 3 ربطات يومياً، وحين شرائه لربطتين يتم تخريج ثلاث من بطاقته، ولا يكتشف الأمر إلا بعد أن تصل الرسالة النصية إلى رقم الزبون، وبهذه الطريقة يتهرّب العاملين في الفرن من المساءلة القانونية في حال تمت عملية مقارنة بين مبيعات الفرن اليومية وما خرجه عبر شبكة البطاقة الذكية، وهذه واحدة من الحيل المستخدمة من قبل الأفران، وهناك طرق من قُبيل تخريج كميات على أنها تلفت أثناء الإنتاج أو أنها لم تكن بالسوية الفنية المطلوبة.

اقرأ أيضاً