أثر برس

قرى ريف إدلب الشرقي تعج بالحياة مجدداً.. ومشاكل خدمية ومطالب محقة تنتظر الحلول الحكومية السريعة

by Athr Press G

خاص || أثر برس

مئتا قرية وبلدة ومزرعة موزعة على مساحة تقدر بألفي كيلو متراً مربع في ناحتي سنجار وأبو الظهور في ريف إدلب، بدأت الحياة تعود إليها تدريجياً بعد استعادة القوات السورية السيطرة عليها في شهر شباط عام 2018 الماضي

الأهالي بدؤوا بالعودة إلى بلداتها التي تم تأمينها في منتصف الشهر الثالث من العام الماضي، وتزايدت أعداد الأهالي العائدين مع افتتاحِ ممرِ أبو الظهور الإنساني أمامَ المدنيين القادمين من مناطق سيطرة افصائل المسلحية في إدلب، ليسجل عودة أكثر من 2000 عائلة حتى الآن رغم الظروف القاسية نتيجة الدمار والخراب الذي طال المرافق العامة والخاصة بفعل الإرهاب والحرب التي دارت في المنطقة.

خدمات لم ترتقِ بعد 

العمل الحكومي لترميم ما خربه المسلحون وتأمين مستلزمات ومتطلبات السكان، لم يرتق للمستوى المطلوب، فما زالت تعترض حياة المواطن مشاكل عديدة أهمها الكهرباء والاتصالات وتأمين مستلزمات الفلاحين وعمل بعض الدوائر الخدمية كالصحة والشؤون المدينة.

وفي حديث لأحد سكان ريف إدلب فواز الحسن لمراسل “أثر برس” متحدثاً عن تلك المشاكل: “نعاني بشكل كبير من عدم وجود مركز صحي في المنطقة، وسط وعود بتجهيز مركز (حوا) الصحي منذ أكثر من 7 أشهر، دون إيجاد حلول لدى الجهات المعنية إذ نضطر للسفر باتجاه مدينة حماة أو حلب لتلقي العلاج، والحالات الإسعافية تكلف بين 30 إلى 50 الف ليرة سورية وهذا الأمر بات هم للمواطن بشكل كبير”.

في حين أكد علي القاسم، وهو أيضاً من سكان ريف إدلب، أنه “للحصول على وثيقة تخص مديرية الشؤون المدنية يجب علينا السفر باتجاه مدينة حماة، حيث هناك مقر لمديرية إدلب وهذا الأمر يكلف المواطن عبء السفر، فضلاً عن عدم توفر وسائل نقل بشكل دائم بين قرى إدلب وحماة”.

وأضاف: “نعاني أيضاً من عدم توفر الكهرباء حتى الآن.. لا نعلم سبب عدم البدء بالعمل لإيصال الكهرباء وتأهيل المحطات التي تعتبر مطلب مهم أيضاً لارتقاء بعجلة الحياة في القرى المسيطر عليها”.

ركام الأنقاض..

ركام الدمار نتيجة الحرب مازال في شوارع القرى التي تم تأمينها، وعمل ورشات الخدمات الفنية اقتصر على فتح الشوارع فقط، والجهات المعنية تحمل السبب لضعف الإمكانيات وعدم وجود الآليات الثقيلة لترحيل الأنقاض، حيت قال مواطن آخر من ريف إدلب، رمضان تركي القاسم: “إن هذه المشكلة باتت معاناة حقيقة للأهالي كونها تؤثر على النظافة العامة وتساعد في انتشار الأوساخ والحشرات، والأمر الذي يزيد المعاناة هو عدم وجود مكافحة للحشرات والقوارض”.

المحروقات “بالقطارة” والمزراع يتنظر الفرج

تأمين المحروقات من “غازومازوت وبنزين”، بات هاجساً للمواطن رغم افتتاح محطة محروقات منذ عدة أشهر في مدينة أبو الظهور ووضعها بالخدمة، إلا أن هذه المشكلة لم تجد الحلول بعد، حيث قال أحد السكان عبد الغني الجاسم لمراسل “أثر برس”: “لا توجد رؤية واضحة حتى الآن لتوزيع المازوت للمواطن في المنطقة، حيث تم تزويد الأهالي بكمية 50 لتير لزوم التدفئة، ومادة البنزين لا توزع بشكل عادل، والغاز غير متوفر في المنطقة، وهذا الأمر يحتاج دراسة لاحتياجات المواطنين بشكل عادل”.

وأوضح المزارع علي الياسين بأن “الأهالي في المنطقة يعتمدون بشكل كبير في مصدر رزقهم على الزراعة، ومنطقتنا تعتبر من المناطق الهامة في المجال الزراعي على مستوى القطر، ولكن لم نحظ بالاهتمام المطلوب بعد في تأمين السماد والبذور والمحروقات، وأغلب المزارعين لا يستطيعون زراعة أرضهم لقلة الإمكانيات وغلاء المواد في القطاع الخاص”.

في النهاية

ما سبق هو جزء من واقع قرى ريف إدلب التي تم تأمينها من الفصائل المسلحة، بعد أن كانت لسنوات منطقة معارك وتعرضت للتخريب، ورغم المعاناة والظروف القاسية إلا أن سكانها عادوا بإصرار وإرادة على الحياة، متوقعين من المعنيين العمل بكل طاقتهم لتوفير مستلزمات الأهالي والنظر بمطالبهم والاستجابة لها.

عبد الغني جاروخ – ريف إدلب

 

اقرأ أيضاً