أثر برس

قسد تبلع تعهداتها.. ودمشق ليست مستعجلة

by Athr Press G

خاص|| أثر برس  غاب الحديث عن إمكانية الحوار مع الحكومة السورية من قبل قيادي قوات سوريا الديمقراطية، الذين حزموا حقائبهم وتوجهوا إلى أوروبا للتعجيل بأخذ موافقات لحضور مؤتمر لـ “الشخصيات الديمقراطية”، الذي تريد قسد عقده ليكون جامعاً لأكبر عدد ممكن من الأفراد والكيانات السياسية التي تعارض الحكومة السورية، وهو _بحسب وصف مصادر كردية في حديثها لـ “أثر برس”_ مؤتمر تجميعي على أمل أن يفضي لخلق كيان جامع للمعارضات السورية.

تقول مصادر في مدينة القامشلي فضّلت عدم الكشف عن هويتها، إن الحوار مع الحكومة السورية تم تأجيله لموعد غير محدد، والسبب في ذلك عودة قيادات قسد عما تعهدت فيه “إلهام أحمد”، خلال زيارتها الأخيرة لموسكو، أن يكون حواراً دون شروط مسبقة، وهذا التراجع جاء بدفع أمريكي لتعود قسد لشرطي “الاعتراف بالإدارة الذاتية وخصوصية قسد العسكرية”، من قبل الحكومة السورية قبل أن يبدأ الحوار، وهما شرطان للعرقلة تضعهما قسد سابقاً لـ “طاولة الحوار”، كلما تلقت توجيه أمريكي بهذا الخصوص.

تراجع قسد عن تعهدها يوصف بـ “المرحلي”، من قبل المصادر، فهي وإن حاولت الظهور بصورة الند لدمشق لا تمتلك مطلقاً مثل هذه الرفاهية، إذ تفتقد لمشروعية الوجود، وعدم القدرة على الاستمرارية إذا ما انسحبت القوات الأمريكية، وبهذا الشكل يدرك قادتها أنهم ملزمون بلعب الدور الوظيفي المرسوم لهم أمريكياً بما يحافظ على مصالح واشنطن بالدرجة الأولى، كما أن قسد غير قادرة بالمطلق على مواجهة المشاكل الداخلية بشكل منفرد، فالاستمرار باعتقال عناصر “داعش” وعدم القدرة على ضبط المنطقة ومخيماتها أمنياً ومواجهة الرفض الشعبي في مناطق متعددة، مشاكل خطرة إذا ما قرأت إضافة لخلافاتها مع التيارات الكردية المتعددة وعلى رأسها المجلس الوطني الكردي، وبهذه الصورة تكون قسد هي الأكثر حاجة لحلحلة العقد والبحث عن حوار مع دمشق يضمن وجودها على الخارطة السياسية في مرحلة ما بعد انسحاب الأمريكي، وهذا ليس تقليلاً من شأن قسد أو محاولة لتصغير ثقلها السياسي بقدر ما هو توصيف واقعي لثقل قسد بدون حماية واشنطن.

حراك قسد الأخير ومحاولتها التعجيل بتجميع ما يمكن من معارضات في مؤتمر ترعاه هي، يأتي بالتزامن مع حديث عن إعادة هيكلة المعارضة باتفاق بين قطر وتركيا حول الشكل جديد للمعارضات السورية، والذي سيقوده من الدوحة رئيس الحكومة الأسبق “رياض حجاب”، والذي يعد من الشخصيات الجدلية حتى في أوساط المعارضة، وعمل على تعويمه بشكل كبير خلال المرحلة الماضية بعدد من الخطوات كان من أبرزها لقاؤه بوزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو خلال زيارته للعاصمة القطرية، وتقول مصادر “أثر برس”، أن قسد تجد نفسها محشورة في زاوية العزلة عن بقية تيارات المعارضة، والأهم عن أي مسار أو عملية سياسية تخص الملف السوري، بما في ذلك لجنة مناقشة الدستور الذي تريده قسد معدلاً بما يقونن بقاءها ككيان شبه مستقل تحت مسمى الإدارة الذاتية، وهذا المشروع لا يمكن أن يمر إن لم يكن ثَمة نصوص واضحة تشرعنه.

الحوار مع قسد ليس مسألة ملحة بالنسبة لدمشق حسب توصيف مصادر خاصة لـ “أثر برس”، فهناك ما هو أهم مثل جلسات الدستورية، واحتمالات انعقاد جلسات في العاصمة الكازخستانية، مع التحضير لانفتاح في العلاقات مع المحيط العربي من خلال القمة المقرر عقدها في الجزائر والذي تشير المعطيات إلى أن دمشق ستحضرها بعد طي قرار تجميد عضويتها في الجامعة المتوقع صدوره في شباط إذا لم يتشنج الموقفان السعودي والقطري أكثر بدفع من واشنطن التي تعمل على تحريك الرياض والدوحة لوقف إعادة العلاقات العربية مع دمشق، كما أن دولاً في الشرق الآسيوي مثل إندونيسيا وباكستان قد تكونان من الأطراف المطبعة للعلاقات بأعلى مستوياتها انطلاقاً من التعاون الاقتصادي والعلمي، وبهذه الصورة لا تبدي دمشق أي استعجال أو إلحاح بمثل هذا الحوار لكونها تدرك أن من ستحاورهم سيبحثون عن مصالح واشنطن قبل مصلحة السوريين.

محمود عبد اللطيف

اقرأ أيضاً