خاص || أثر برس تسببت إجراءات حظر التجوال الكلي التي فرضتها “قوات سوريا الديمقراطية“، بحجة الوقاية من فيروس كورونا، في مناطق انتشارها بخسائر كبيرة لقطاعات الانتاج الزراعي، إذ تؤكد المعلومات التي حصل عليها “أثر برس”، أن سماح “قسد” بمرور شاحنات النقل على الطرقات العامة، دون منح التجار إمكانية فتح محالهم التجارية تسبب بخسائر كبيرة في قطاع الانتاج الزراعي والحيواني في المناطق الممتدة بين مركز محافظة الرقة ومدن ريف حلب الشرقي.
يؤكد أحد تجار الأعلاف في مدينة الرقة خلال حديثه لـ “أثر برس”، أن إجبار مراكز بيع الحبوب والأعلاف على إغلاق المستودعات وعدم بيع المواد الأساسية لأصحاب المنشآت الزراعية والحيوانية، أدى إلى خسائر في انتاج الدواجن في مناطق ريف الرقة الشمالي، وريف حلب الشرقي، إذ يعتمد أصحاب المداجن على شراء الأعلاف من أسواق مدينة الرقة نتيجة الفوارق السعرية الكبيرة بالمقارنة مع مناطق أخرى، إلا أن إجراءات حظر التجوال غير المدروسة والتي فرضتها “قسد”، بشكل مرتجل، فرضت الكثير من الخسائر على أصحاب المداجن، خاصة وأن عدداً قليلاً من التجار المرتبطين بـ “قسد”، بدؤوا ببيع محتويات مستودعاتهم برعاية مباشرة من “الآسايش”، بسعر وصل إلى 600 دولار أمريكي للطن الواحد من “علف الدواجن” بعد أن كان بحدود 300 دولار فقط.
تشير المعلومات إلى أن نحو 50 مدجنة خاصة نشأت خلال فترة انتشار “قسد”، في المناطق التابعة لمحافظة الرقة، كما يوجد نحو 300 مدجنة في المناطق التابعة لمدينة “منبج”، وكلها تعتمد على شراء الأعلاف من أسواق مدينتي الرقة والطبقة، إلا أنها في الفترة الأخيرة باتت تعاني من صعوبات كبرى في تأمين العلف لـ “أفواج الدواجن”، التي لا يجد المربون أسواق لتصريفها أيضاً.
جنوح المجموعات المسلحة الموالية لقوات الاحتلال التركي لإغلاق المعابر البرّية مع المناطق التي تنشر فيها “قوات سوريا الديمقراطية”، مع فرض الأخيرة عملية تخفيض أسعار الدواجن بشكل غير مدروس، أدى إلى زيادة تراكمية في الخسائر التي لحقت بالمربين الذين لم يعد بإمكانهم شحن الانتاج إلى أسواق المناطق التي تسيطر عليها “قسد”، أو حتى المناطق التي تحتلها “تركيا”، علما إن تكاليف الانتاج التي تبدأ من عملية شراء “الصيصان”، بتكلفة 700 ليرة سورية للصوص الواحد، مضاف إليها تكاليف اللقاحات والأدوية والأعلاف التي يتم شراءها بالدولار الأمريكي، باتت عملية غير ربحية، ما سيدفع بأصحاب المداجن للعزوف عن العمل في ظل هذه الظروف.
ويؤكد مصدر خاص لـ “أثر برس”، أن الأزمة التي تشهدها عملية إنتاج الدواجن استغلتها بعض قيادات “قوات سوريا الديمقراطية”، لتقوم عبر شخصيات محلية باستغلال “حظر التجوال”، ليقوموا بشراء ما تحتويه المداجن بأسعار أقل من الطبيعي بكثير، ليتم تهريبها عبر معابر مستحدثة شمال بلدة “عين عيسى” نحو مدينة “تل أبيض” من جهة، وأخرى تقع إلى الجنوب من مدينة “عين العرب” في ريف حلب الشرقي نحو مدينة “جرابلس” من جهة أخرى، وذلك من خلال التنسيق مع المجموعات المسلحة لقوات الاحتلال التركي على الرغم من حالة العداء المفترضة بين “قسد”، وهذه المجموعات.
محمود عبد اللطيف – المنطقة الشرقية