بالرغم من التقارير الأخيرة للأمم المتحدة التي أكدت على أن كل من “جبهة النصرة” و”قوات سوريا الديمقراطية” المدعومة أمريكياً يحولان المشافي و المدارس إلى منشآت عسكرية ويسوقون الأطفال إلى التجنيد الإجباري، تستمر “قسد” بتحويل عدد من المدارس شرقي الفرات إلى مراكز عسكرية.
ونقلت صحيفة “الوطن” السورية عن مصادر محلية في أراضي شرق الفرات السورية، أن “قسد” مستمرة بتحويل المدارس إلى مراكز عسكرية، وتفرض على المدارس الأخرى مناهج تعليمية أخرى، لافتة إلى أن “قسد” استولت على أكثر من 10 مدارس في المنطقة وحولت بعضها إلى مقرات لها، أبرزها مدرسة حاوي أبو الحسن، وإعدادية أبو الحسن، ومدرسة أبو الخاطر، وثانوية هجين، وإعدادية هجين للذكور، ومدرسة السفافنة إضافة إلى ثلاث مدارس في الباغوز.
كما نقلت “الوطن” عن مصدر محلي شمالي دير الزور قوله: “إن مدرسة أبو النيتل بمنطقة الخابور شمال دير الزور، التي تتسع لنحو 1000 طالب، وهي من أقدم مدارس المنطقة، ما زالت بلا أبواب ولا مقاعد ولا نوافذ ولا كتب مدرسية، رغم إعلان إدارة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي بدء الموسم الدراسي في مناطق سيطرتها”، مشيراً إلى أن المدرسة كانت سليمة قبل أن تحولها “قسد” إلى مقر عسكري لتسلمها مؤخراً خالية من أثاثها تماماً.
وأوضح المصدر، أن حال هذه المدرسة يعكس حال عموم المدارس في قرية “أبو النيتل” والمناطق الأخرى المجاورة، فجميعها لم ترمم ولا تصلح كمدارس، إضافة إلى أن العديد من المدارس في قرى شرقي نهر الخابور، مازالت مقرات عسكرية لـ”قسد”.
وأضافت مصادر “الوطن” أن “قسد” تسعى إلى فرض منهاج كردي خاص بها على المدارس التي لا تزال موجودة، حيث جمعت كادراً من المعلمين والمعلمات للتدريس حسب “دورات الاختصاص وطرق المنهاج” التي وضعتها هي، معتمدة نظام التدريس بموجب ما سمته “مبادئ الأمة الديمقراطية” المعروف بـ”المنهاج الكردي” وهو الأمر الذي يواجه انتقادات حتى من السكان الكرد في المنطقة خشية تجهيل الجيل الجديد أو عدم قدرته على متابعة التعليم في الجامعات السورية.
وأفادت المصادر ذاتها بأن أهالي تلك المناطق أقدموا على استئجار خمسة منازل في ناحية هجين، وثلاثة منازل ببلدة السوسة، إضافة لمنزل بقرية البوبدران في ريف دير الزور، وذلك لتحويلهم إلى مدارس مع بدء العام الدراسي، مشيرة إلى اختلاف قيمة الإيجار حسب عدد الغرف في المنزل، إذ تتراوح بين 50 و70 ألف ليرة سورية شهرياً.