خاص || أثر برس انتشلت فرق تابعة لـ “قسد”، أكثر من ٣٥ جثماناً من تحت أنقاض المباني المدمرة في بلدة باغوز فوقاني، في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي، وذلك في خطوة هي الثانية من نوعها خلال ٤٨ ساعة، حيث كانت قد انتشلت عدداً مجهولاً من الجثماين من تحت أنقاض أحد المنازل المهدمة في الطرف الشرقي من البلدة التي كانت تعد آخر معاقل تنظيم “داعش”، في مناطق شرق الفرات من ريف دير الزور.
وكانت الفرق ذاتها قد انتشلت جثامين نحو ٥٠ شخصاً من تحت أنقاض أحد المباني المدمرة في بلدة الشعفة، وبحسب معلومات حصل عليها موقع “أثر برس” من مصادر مقربة من “قسد”، فإن البناء كان سجن خاص بـ “داعش”، وقد تم قصفه على الرغم من معرفة “التحالف” الأمريكي بأن من يعتقلهم التنظيم بداخل هذا السجن هم من المدنيين، إذ كانت “قسد” هي من وفرت المعلومات الاستخبارية الخاصة بالأهداف التي تم قصفها في الجيب الأخير للتنظيم.
وبحسب المصادر المذكورة، فإن من يتم انتشالهم من تحت المباني في المناطق التي لم تسمح “قسد”، بعد بعودة السكان إليها كـ “الشعفة – السوسة – باغوز فوقاني”، يتم نقلهم من قبل عناصر “قسد” إلى مثلث البادية الواقع بين أرياف “الحسكة – دير الزور – الرقة”، ليتم دفنهم في مقبرة جماعية تقع إلى الشمال من بلدة “الكُبر” في ريف دير الزور الشمالي الغربي، وهي ذات المقبرة التي كانت “قسد” قد نقلت إليها أكثر من ١٢٠٠ جثمان متفحم من “مخيم باغوز فوقاني”، بعد الليلة الـ 19 من شهر آذار الماضي، التي شهدت إبادة جماعية لكل من كان في المخيم من مدنيين وعوائل تنظيم “داعش”، قبل أن تدخل “قسد” مدعومة من قوات أمريكية وبريطانية في اليوم التالي إلى البلدة.
التحرك المتسارع لـ “قوات سوريا الديمقراطية”، نحو انتشال جثامين ضحايا القصف الأمريكي في ريف دير الزور ومدينة الرقة جاء بعد توجيه من قبل قيادة قوات الاحتلال الأمريكي حمله مستشار وزارة الخارجية الأمريكية وليام روباك إلى قيادات ما يسمى بـ “الإدارة الذاتية”، إضافة إلى مبالغ مالية ضخمة لتحقيق هذا الهدف بسرعة.
وتؤكد مصادر أهلية في “هجين”، أن السكان بدؤوا بانتشال جثامين أقاربهم من المقابر التي أنشئت في الأراضي الزراعية الواقعة إلى الشرق من أكبر المناطق التي كان يتحصن فيها التنظيم قبل أن يخليها في ١٢ من كانون الثاني الماضي.
وتشير التقديرات الأولية إلى أن القصف الأمريكي العشوائي على المدينة تسبب بقضاء أكثر من ٢٠٠ مدني، إضافة إلى عدد كبير من عوائل تنظيم “داعش” ومن جنسيات متعددة، وسيعمل السكان على نقل كل الجثامين من المقابر الواقعة في أراضيهم قبل العودة إلى زراعتها.
وتقدر المصادر الخاصة بـ “أثر برس” عدد الضحايا من المدنيين وعوائل تنظيم “داعش” فيما أسمّي بـ “المرحلة الأخيرة من معركة غضب الجزيرة”، بأكثر من ٢٠٠٠ شخص، قضى ١٢٠٠ منهم في ليلة واحدة في مخيم “باغوز فوقاني”، الذي تحصن فيه “داعش” محتجزاً عدداً كبيراً من المدنيين والنساء والأطفال من عوائل قتلاه، وكان مسلحو التنظيم قد انسحبوا مع عوائلهم نحو منطقة “الكهوف” الواقعة في سلسلة التلال الصخرية بالطرف الشرقي من “باغوز فوقاني”، مع بدء عملية القصف العشوائي على المخيم في تلك الليلة.