بعد اتساع الاحتجاجات الشعبيّة في غالبية محافظة دير الزور شرقي سوريا، ضد ممارسات “قوات سوريا الديمقراطية – قسد”، واحتجاجاً على تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، وشح المحروقات في مناطق تضم أكبر حقول النفط والغاز في البلاد، شنّت “قسد” حملة اعتقالات طالت قرى وبلدات بأرياف المحافظة.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تصاعدت فيه حوادث اعتراض الدوريات الأمريكية، ووصلت إلى مناطق لم تكن بلغتها من قَبل، وهذا يدل على تزايد الرفض الأهلي لسياسات “الإدارة الذاتية”، وتعمُّد تهميش أبناء العشائر العربية من قِبل الأمريكيين، بحسب ما نقلته صحيفة “الأخبار” اللبنانية.
وأضافت الصحيفة: “إنّ اللافت في الحراك الدائر ضدّ الأمريكيين، هذه المرّة اعتراض أهالي بلدة جديدة بكارة في ريف دير الزور الشرقي الخاضع لسيطرة “قسد”، طريق دورية أمريكية خلال مرورها في بلدتهم ورشقم إيّاها بالحجارة وترديدهم شعارات مناهضة لواشنطن، في حادثة هي الأولى من نوعها، منذ وصول القوّات الأمريكية إلى دير الزور وإنشائها قواعد لها في أريافها في عام 2017.”
وفي هذا السياق، أشارت مصادر الصحيفة إلى أن “أهالي جديدة بكارة أرادوا إيصال رسالة إلى الأمريكيين، من خلال اعتراض مسار دوريّاتهم ورشقها بالحجارة وإطلاق هتافات تندّد بوجودهم في المنطقة”، كاشفةً أن “الأمر لم يحصل مصادفة وإنّما بتخطيط مسبق، للتأكيد على أن وجود الأمريكيين في المنطقة غير مبرَّر، ولم يعتبر مقبولاً”.
وأوضحت المصادر أن الأمريكيين أبلغوا ممثّلي العشائر، خلال لقاءات سابقة معهم داخل قاعدة حقل العمر، أن وجودهم مؤقّت ويهدف إلى منع داعش من العودة، مع وعود بمنح العشائر العربية دوراً في إدارة المنطقة”، لافتةً إلى أن “الأمريكيين لم يلتزموا بكلامهم، فوجودهم مستمرّ منذ 5 سنوات، والتنظيم لا يزال يصول ويجول أمام أنظارهم في ريف دير الزور، و”قسد” تصادر أيّ دور لأبناء المنطقة، وتهيمن على خيراتها من نفط وغاز وغيرهما”.
إلى ذلك، نشرت وسائل إعلام معارضة تسجيلات صوتية “مُسربة” لمتزعم “مجلس دير الزور العسكري” التابع لـ ”قسد”، أحمد الخبيل الملقب بـ ”أبو خولة” هدد فيها باستخدام السلاح ضد المحتجيّن ممن اعترضوا طريق الدورية الأمريكية في بلدة جديدة بكارة.
كما هدد أسماء محددة من وجهاء المنطقة، ممن شاركوا بالاحتجاجات، بالاعتقال في حال لم تتوقف الاحتجاجات في البلدة.
وخرجت مظاهرات شعبية في قرى “الحميش” و”الحصان” و”جزرة البوشمس” في 21 من الشهر الماضي، ضمن مناطق سيطرة “قسد” بريف دير الزور الغربي، احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية وللمطالبة بخفض أسعار المحروقات.
كما طالب المتظاهرون بتحسين خدمة الكهرباء وتجهيز الطرقات ودعم الأفران بمادة الطحين وتوصيل المياه لكافة قرى دير الزور، بالإضافة إلى تحسين الواقع الأمني ومكافحة “المخدرات” وعمليات التهريب.
وفي 25 من الشهر نفسه، تظاهر أهالي قرى وبلدات عدة في ريف دير الزور الغربي والشرقي احتجاجاً على ممارسات و“قسد” مطالبين بطردها؛ بسبب ممارساتها الوحشية ومصادرتها ممتلكاتهم وأرزاقهم واختطاف المئات من أبنائهم، بحسب ما نقلته وكالة “سانا” عن مصادرها.
وأضافت أن الاحتجاجات شهدتها قرى وبلدات: “حوايج ذياب جزيرة وحوايج بو مصعة وقرية أم مدفع بريف دير الزور الغربي، لتتسع لاحقاً إلى قرى في الريف الشرقي”. وتابعت المصادر: أن “المحتجيّن قطعوا الطرق بالإطارات المشتعلة والحجارة، ورددوا هتافات مطالبة بالإفراج عن المدنيين المختطفين من سجون “قسد” التي استقدمت تعزيزات من أجل قمع وتفريق المتظاهرين”.
يُذكر أن “قسد” لاتعلّق عادةً على الاحتجاجات التي تشهدها المنطقة الشرقية من محافظة دير الزور، أو على عمليات الاعتقال التي دائماً ما تنفذها بدعم من “قوات التحالف”، لمَن تتهمهم بأنهم خلايا يتبعون لتنظيم “داعش”.
أثر برس