خاص|| أثر برس قتل ثلاثة من عناصر “قسد” داخل مخيم الهول خلال أقل من 24ساعة، في وقت تتحضر فيه دفعة جديدة لمغادرة المخيم الواقع بريف الحسكة الشرقي نحو مناطق من ريف دير الزور الذي تحتله “قسد”.
وقالت مصادر أهلية لـ “أثر برس”، إن 3 عناصر من “قسد” قتلوا في 3 حوادث منفصلة داخل المخيم، لترتفع حصيلة قتلى “قسد” منذ بداية العام الحالي إلى 47 عنصراً حوالي 25 منهم يحملون الجنسية العراقية، فيما بلغت حصيلة ضحايا جرائم القتل التي طالت المدنيين 37 ضحية، بينهم عدد من النساء.
وكثفت “خلايا داعش” هجماتها داخل “مخيم الهول” بشكل كبير منذ بداية العام، وتؤكد المعلومات التي حصل عليها “أثر”، أن هذه الخلايا تحصل على الأسلحة النارية وكواتم الصوت والمواد الحارقة من خلال دفع مبلغ مالية كبيرة لعناصر من “حراس المخيم”، التابعين لـ “قسد”، وعلى الرغم من قيام الأخيرة بتمشيط وتفتيش أجنحة المخيم بشكل مستمر إّلا أنها لم تتمكن خلال عام ونصف تقريباً إلا من ضبط مستودع واحد تابع لخلايا التنظيم داخل المخيم الذي يسكنه حالياً نحو 61 ألف شخص من جنسيات متعددة.
وتحصل “خلايا داعش” والعوائل المرتبطة به، على دعم مالي مستمر من خلال الحوالات الخارجية التي يتم استلامها من خلال مكاتب شركات التحويل النشطة داخل المخيم، حيث تنشط 12 شركة في “سوق مخيم الهول”، فيما سمحت قسد لشركة واحدة تعرف باسم “شركة الرشيد”، بالنشاط داخل “جناح الأجنبيات” الذي يقطنه 11 ألف شخص يحملون 55 جنسية مختلفة، وتشير التقديرات إلى أن كل عائلة تقطن في هذا الجناح يصلها تحويلات خارجية تتراوح قيمتها بين 2000-3000 دولار أمريكي شهرياً، ولا تزيد احتياجات الإنفاق لكل عائلة عن 500 دولار.
من جانب آخر، سجلت 18 حالة وفاة بين الأطفال نتيجة لنقص الرعاية الصحية داخل المخيم، كما سجل وفاة 3 نساء ورجلين في الفترة ذاتها نتيجة لإصابتهم بأمراض مزمنة، وتقول مصادر أهلية إن للمخيم “مقبرة” خاصة سمحت “قسد” بإنشائها بالقرب منه، وتتم عمليات دفن الموتى بمرافقة حراس المخيم منعاً لحدث حالات فرار من قبل المشيعين.
وضمن محاولات “قسد” للتخفيف من الضغط السكاني داخل “مخيم الهول”، والذي نتج عن نقل عدد كبير من العوائل المرتبطة بـ “داعش” إليه ضمن “اتفاق الباغوز”، الذي أفضى لتسليم التنظيم آخر معاقله “شرق الفرات” في آذار من العام 2019، تعمل “قسد”، على إعادة توطين عوائل التنظيم ضمن مناطقها الأصلية بحجة إفراغ مخيم الهول من حاملي الجنسية السورية الذين يقدر عددهم حالياً بـ 20 ألف شخص، وتتحضر حالياً لنقل دفعة مؤلفة من 300 شخص نحو مناطق ريف دير الزور، وذلك بعد أيام من نقل 3 دفعات يشكل متتال نحو مناطق شرق حلب.
ويبقى ملف اللاجئين العراقيين المقيمين في “مخيم الهول”، معلقاً بسبب رفض حكومة شمال العراق (كردستان)، إعادتهم لوطنهم الأم بحجة أن المخيمات التي سيتم توطين العوائل المرتبطة بـ “داعش”، تقع ضمن منطقة خلاف حدودي مع الحكومة الاتحادية العراقية، وعلى الرغم من أن بغداد كانت قد أبدت استعدادها لاستعادة مواطنيها البالغ عددهم 30 ألف شخص من المخيم، إلا أن 11 ألف عراقي هم من المدنيين الذين نزحوا من محيط “الموصل” صيف العام 2017، سجلوا أسماءهم للعودة، فيما يرفض المرتبطون بـ “داعش”، إعادتهم للعراق خشية من الملاحقة الأمنية.
محمود عبد اللطيف – الحسكة