أصدر المركز الإعلامي لـ “قوّات سوريا الديمقراطية – قسد” اليوم بياناً، بشأن الحديث عن مشاركة “قسد” في الحرب بأوكرانيا، مشيراً إلى أن تلك الأخبار لا أساس لها في الواقع.
وأضاف البيان إنّ “تلك التحرّكات المزعومة لا تتماشى مع الأولويات الوطنية لـ “قسد” في الكفاح ضمن الأراضي السورية لحماية المنطقة وسكانها”، لافتةً إلى أن “قوّاتها غير مهتمة بالقضايا الأخرى خارج سوريا”.
جاء ذلك بعدما ذكرت وكالة “سبوتنيك” الروسية، أول من أمس، نقلاً عن مصادر خاصة، قولها: إنّ “الولايات المتحدة نقلت نحو 650 من مقاتلي “قوات سوريا الديمقراطية – قسد”، المتحالفة معها شرقي سوريا إلى أوكرانيا”.
وأضافت إنّ “نقل المسلحين إلى أوكرانيا تم عبر إقليم كردستان العراق على مدى الأشهر الستة الماضية، قبل أن يُدفع بهم في جبهات القتال ضد القوات الروسية”، مشيرةً إلى أن “الجيش الأمريكي نقل المسلحين الـ650 عبر طائرات خاصة وعلى دفعات، من داخل إقليم كردستان العراق، باتجاه أوكرانيا”.
وأفادت المصادر بأن “القوات الأمريكية في سوريا افتتحت عدداً من المراكز التدريبية في ريفي محافظتي دير الزور والحسكة، لتدريب الملتحقين بهذه المعسكرات على أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة المختلفة، قبل نقلهم إلى جبهات أوكرانيا”.
كما أوضحت أنّ “القوات الأمريكية جندت أيضاً عدداً من مسلحي “حزب العمال الكردستاني”، الموجودين في إقليم “كردستان” العراق، وقدمت لهم مبالغ مالية برواتب شهرية تصل إلى 2000 دولار أمريكي، يحصلون عليها منذ الالتحاق بالتدريب داخل المعسكرات التابعة للقوات الأمريكية”.
وفي وقت سابق، كشف مصدر دبلوماسي عسكري روسي عن مفاوضات جارية بين وكالة المخابرات الأمريكية من جهة في سوريا وممثلين عن “الوحدات الكردية” وشيوخ عشائر عربية عدة من جهة أخرى، لتجنيد الراغبين بالقتال في أوكرانيا.
ونقلت وكالة “نوفوستي” الروسية عن المصدر، قوله: “هناك مفاوضات جارية مع ممثلين عن وحدات الدفاع الذاتي الكردية وشيوخ عشائر عربية عدة”، مشيراً إلى أن “المخابرات الأمريكية تعرض مبلغاً يصل إلى ألفي دولار شهرياً مقابل القتال في أوكرانيا”.
وتعليقاً على ذلك، أكد الخبير في المجلس الروسي للشؤون الدولية، كيريل سيميونوف، أنّه: “كان هناك بالفعل مقاتلون على الأراضي الأوكرانية سبق لهم المشاركة في صفوف الجماعات الكردية اليسارية بالحروب في سوريا والعراق”، مضيفاً إنّه “يمكن لممثلي الجماعات الكردية أيضاً الدخول إلى أوكرانيا”، وفقاً لما نقلته صحيفة “فزغلياد” الروسية.
وعن احتمال موافقة “الوحدات الكردية” وشيوخ العشائر العربية على العرض الأمريكي، قال سيميونوف: “شيوخ العشائر العربية ليس لديهم أي سبب على الإطلاق للمشاركة في هذا كله، لكن بعض الجماعات الكردية تتعاون تعاوناً وثيقاً، إلى حد ما، مع الأمريكيين وقد ينتهي بهم الأمر بالفعل في أوكرانيا”، مشيراً إلى أن “راتب ألفي دولار المعروض على الأكراد، مبلغ كبير بالمعايير المحلية، فعادة، كان المقاتلون الأكراد يتلقون نحو 500 دولار شهرياً لمشاركتهم في الأعمال القتالية”.
يشار إلى أنه منذ بدء الحرب بأوكرانيا في 24 شباط 2022، انتشرت أنباء عن نقل مقاتلين من سوريا إلى أوكرانيا، وبدأت هذه العمليات من إدلب التي تسيطر عليها “هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة وحلفائها).”
وفي آذار 2022 أفادت مصادر لـ “أثر برس”، بأن عدداً من خطباء المساجد ورجال الدين يتحدثون مؤخراً عن “جواز قتال المسلمين في أوكرانيا ضد الجيش الروسي، وحرمانية القتال لجانبه”، معتبرين أن “القتال في صالح “حكومة كييف”، يعد من “جهاد الدفع”، بحجة أن “الجيش الروسي يهدد أرواح المسلمين المقيمين في أوكرانيا، وبالتالي فإن على “المسلم” أن يقاتل دفاعاً عن نفسه وأهله وماله حتى وإن كان الأمر تحت راية حكومة غير مسلمة، بحسب فتوى رجال الدين التابعين لـ”الهيئة”.
أثر برس