أثر برس

قضية الهجوم على سجن الحسكة لم تنته باستعادته

by Athr Press Z

أعلنت “قوات سوريا الديمقراطية-قسد” عن تمكنها من استعادة السيطرة على سجن الصناعة في الحسكة بمساندة القوات الأمريكية بعد أسبوع من الاشتباكات بين “قسد” والقوات الأمريكية من جهة ومسلحي تنظيم “داعش” من جهة الذين استولوا على السجن، ومع انتهاء الاشتباكات انشغلت الأوساط السياسية والإعلامية بخلفيات الحدث مسلّطة الضوء على بعض تفاصيله، ومشددة على ضرورة البحث بمؤشراته.

حيث نقلت صحيفة “كومير سانت” الروسية عن خبير المجلس الروسي للشؤون الدولية، كيريل سيمينوف، قوله:
“ليس لتجميع إرهابيي داعش في السجون والمعسكرات أن يؤدي سوى إلى تقويض الأمن في شمال شرق سوريا، ففي الواقع هذه وحدات قتالية جاهزة، لا ينقصها سوى الأسلحة وبالتالي، يمكن للتوازن أن يختل في أي لحظة، كما نرى في مثال السجن في الحسكة”.

وكذلك موقع “ميدل إيست أي” البريطاني نشر تقريراً أشار فيه إلى تفاصيل عدة حيث جاء فيه:
“من الواضح لسنوات أن النهج الحالي لاحتجاز داعش بدون محاكمة، في منشآت مؤقتة يحرسها طرف غير حكومي ضعيف الموارد كان بمثابة قنبلة موقوتة، فبافتراض وجود محكمة محلية غير مسبوقة أمر قانوني ومستحيل لوجستياً واحتمال تسليم المعتقلين إلى الدولة السورية بعيد يتحمل المجتمع الدولي مسؤولية تأمين للسجناء بينما يتم النظر في الخيارات البديلة، الهجوم على سجن داعش يسلط الضوء على اتجاه مقلق كان واضحاً لبعض الوقت، فلقد أعاد تنظيم داعش بناء نفسه ببطء وبهدوء ومنهجية في سوريا والعراق منذ هزيمة الخلافة الإقليمية! في آذار 2019، وثمة حاجة إلى المعلومات الاستخباراتية عنه، ولكن قطع التحالف الموارد”، وأضاف: “هناك أسئلة يجب طرحها حول القدرات الأمنية لقوات سوريا الديمقراطية، إذ تمكن 200 مقاتل مسلح من داعش من تجاوز ما لا يقل عن عشرة نقاط تفتيش تابعة لقوات قسد إلى مدينة الحسكة وعبرها إلى جانب سيارتين مفخختين، من أجل مهاجمة أكثر المواقع حساسية، بما يمثل فشلاً استخبارياً وأمنياً مذهلاً له وللتحالف”.

فيما نقلت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية عن الباحث غير المقيم في معهد الشرق الأوسط جريجوري ووترز، قوله: “هذا أحد أعراض القوة التي كانت داعش تبنيها لنفسها على مدار العام ونصف العام الماضيين، وقالت قوات سوريا الديمقراطية في بيانات عامة إن الهجوم كان مدبراً لما يصل إلى ستة أشهر، ولم يتضح كيف عُرف ذلك أو لماذا لم يتم إحباط الهجوم”، وأضافت الصحيفة: “لقد استمر نمو المجموعة لفترة طويلة بما يكفي لدرجة أنهم واثقون بدرجة كافية في قدرتهم على شن هجمات أكثر تعقيداً”.

من الواضح أن ما حصل في الحسكة لم ينته باستعادة السيطرة على السجن من قبل “قسد”، فهناك العديد من إشارات الاستفهام حول المخاوف التي نتجت عن هذا الهجوم، سواء بما يتعلق بالوجهة التي توجه إليها مسلحو “داعش” الذين فروا من السجن، أم القدرات الأمنية لـ “قسد” المدعوم من إحدى القوى العظمى “القوات الأمريكية” أو القدرة القتالية الموجودة لدى التنظيم، وغيرها من المخاوف التي تؤكد ضرورة وجود تحرك دولي إزاء هذه المنطقة التي تسيطر عليها “قسد” والقوات الأمريكية ويحتجزون فيها مئات مسلحي “داعش”.

أثر برس- زهراء سرحان

 

اقرأ أيضاً