خاص|| أثر برس يعاني قطاع التمريض في سوريا من نقص في كوادره؛ فعلى الرغم من قبول أعداد كبيرة من الطلاب والطالبات الحاصلين على شهادة الدراسة الثانوية العامة في مختلف معاهد ومدارس وكليات التمريض فإن الأعداد التي تتخرج وتعمل في مشافي الدولة سواء عامة أم خاصة تبقى “خجولة” مقابل الخريجين الذي يقررون السفر إلى إحدى الدول العربية للعمل لديها بسبب قلة الراتب الممنوح لهم وتالياً ساعات العمل الطويلة والجهد المبذول الذي لا يتناسب مع الدخل الممنوح.
اختصاصات كثيرة يتخرج فيها الطالب وهو مؤهل أكاديمياً، ومتقن للعمل منها: “أشعة، وتعويضات سنية، وقبالة قانونية، وتخدير، ومعالجة فيزيائية، وتغذية وغير ذلك”.
إلهام (ممرضة) تتحدث لـ “أثر” عن أنها تستعد للسفر إلى بلد عربي مجاور للعمل بشهادتها التي حصلت عليها مؤخراً باختصاص (قابلة قانونية) فبعد أن عملت في مشافٍ خاصة عدة وجدت أن الدخل الذي تحصل عليه لا يتناسب مع الجهد الذي تبذله فهي تعمل أكثر من 14 ساعة مقابل 200 ألف شهرياً، وهذا من وجهة نظرها لا يكفي ثمن طعام فكيف إذا كانت تحتاج إلى إيجار منزل.
أما طارق خريج معهد صحي اختصاص تخدير، يقول لـ “أثر”: “قررت السفر للعمل خارج البلاد وعلى الرغم من أني على علم بندرة أخصائيي التخدير فإن المعهد الذي تخرجت منه غير ملتزم بتعيين الخريجين، والمشافي الخاصة لا تعين فني التخدير لديها إنما تطلبه عند الحاجة إليه”.
هذا واقع مهنة التمريض؛ فالممرضون والممرضات يتسربون ويتسببون بنقص الكادر في حين يلقي الممرضين اللوم على قلة الدخل التي جعلتهم يهربون إلى العمل في الخارج.
وفي السياق ذاته، علق أمين الشؤون الصحية في الاتحاد العام لنقابات العمال عبد القادر النحاس، على نقص الكادر التمريضي، حيث أكد لـ “أثر” أن وزارة الصحة ومديرياتها والمراكز الصحية كافة التابعة لكل مديرية من مديرياتها تسرب لديها عدد كبير من الاختصاصات كافة بما فيها الأطباء واختصاصي التخدير والفنيين باختصاصاتهم كافة “فني صيدلي، وفني أشعة، وتخدير..”.
وأضاف النحاس: “نتمنى من وزارة الصحة أن تجري مسابقة باختصاصاتها التمريضية والصحية فمجال الصحة يختلف عن كل الاختصاصات؛ وهذه المسابقة (إن حصلت) تساعد على سد الفجوة والنقص الكبير الذي حصل في الآونة الأخيرة بمديريات الصحة كافة ولكل المحافظات”.
وفي رده على النقص الحاصل وكيفية إشغاله، قال النحاس لـ “أثر”: “أرسلنا مذكرات عدة إلى وزير الصحة وتحدثنا في اجتماعات عدة في مجلس الاتحاد العام لنقابات العمال بحضور رئيس الحكومة وعرضنا مشاكلنا المتمثلة بتسرب وهجرة عدد كبير من العاملين في القطاع الصحي”.
وختم أمين الشؤون الصحية في الاتحاد العام لنقابات العمال عبد القادر النحاس، كلامه قائلاً: “كان اقتراحنا بوصفنا اتحاد نقابات العمال أن يعاد الالتزام بالمعاهد الصحية (وكليات التمريض وهي دراسة جامعية)؛ فبعد أن يتخرج الطالب بالاختصاصات الموجودة سيكون ملزماً بالتعيين لمدة خمس سنوات هذا يجعله يلتزم بخدمة الدولة وبالوقت نفسه نردم الفجوة والنقص الحاصل”.
دينا عبد