أثر برس

قلق “إســ.رائــ.يلي” من وصول المســ.يّرات الإيـ.رانــ.ية إلى روسيا

by Athr Press Z

انتشار صور لحطام المسيّرات الإيرانية في أوكرانيا، استدعى حالة استنفار عدد من الأطراف المعادية لروسيا وإيران لا سيما “إسرائيل” التي تتصاعد التوترات بينها وبين موسكو، ووسط حالة الاستنفار هذه عملت بعض التقارير العربية والأجنبية على تفسيرها وتوضيح أسبابها.

شبكة “CNN” الأمريكية نقلت عن محللين وخبراء توضيحاتهم عن هذا الحدث، لافتة إلى أن: “وصول الأسلحة الإيرانية إلى أوكرانيا سيمثل تصعيداً كبيراً في مشاركة إيران في الحرب لدعم روسيا، ومرحلة جديدة في التحالف العسكري الناشئ بين روسيا وإيران”، ونقلت عن الزميل البارز في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات بهنام بن طالبلو، قوله: “إذا باعت إيران صواريخ لروسيا، فيعني أنها تنقل بعضاً من أدق ذخائرها إلى أوروبا”، على حين نقلت عن الجنرال المتقاعد في “جيش الدفاع الإسرائيلي” أمير أفيفي، قوله: “إن العلاقات العسكرية المتنامية بين طهران وموسكو هي أخبار سيئة للغرب، لأننا لم نشهد مثل هذا التعاون الوثيق بين روسيا وإيران”.

ثمّة اهتمام خاص من “الجانب الإسرائيلي” بالتطور الجديد “غير المؤكد” بخصوص الحرب الأوكرانية، باعتبار أن أحد الأطراف الأساسية بهذا التطور هو إيران التي تعد ألد أعداء “إسرائيل”، وفي هذا السياق نشرت صحيفة “الأخبار” اللبنانية مقالاً أوضحت فيه التهديدات التي يشكلها هذا التعاون العسكري بين روسيا وإيران، لافتة إلى أنه “في مقدّمة التهديدات _هو مراكمة الجانب الإيراني_ تجربة معتدّاً بها جرّاء استخدام الجيش الروسي المسيّرات الإيرانية، إذ سيصبح لدى الإيرانيين حقل تجارب عملي وواقعي، يتيح لهم معاينة قدرات المسيّرات على اختلافها، واستكشاف ما فيها من ثغرات، حتى يَجري العمل على تلافيها في إنتاج ما سيلي من نسخات متطورة أكثر من النوع نفسه، والتجربة هنا لا تقتصر الإفادة منها على مجال الإنتاج، إنما تمتدّ أيضاً إلى تحسين الأداء التشغيلي للدرونز، سواء لدى الجانب الإيراني أم لدى حلفائه، وكذلك يَختصر استخدام السلاح الإيراني في أوكرانيا، سنوات طويلة من الجهد والبحث والتجارب والتطوير من الجانب الإيراني، الأمر الذي يُعدّ مصدر إقلاق لـ “إسرائيل”، خاصة أن ما لدى إيران من خبرة يجري نقله أيضاً إلى حلفائها في المنطقة، المتاخمين مباشرة للكيان الإسرائيلي”، وأضافت أن “إسرائيل تخشى ارتباط المصلحة القومية الروسية _وفقاً لمسار التعاون الحالي وما يُقدَّر أن يليه لاحقاً_ بالمصلحة الإيرانية، الأمر الذي من شأنه أن يبعد روسيا عن الحيادية تجاه ما يضرّ بإيران، سواءً فيما يتعلّق باستقرارها الداخلي أم نفوذها في الخارج، وأن ينأى بموسكو أيضاً عن أسلوب البيع والشراء إزاء مصالح طهران، بالمستويات التي كانت تُراهن عليها تل أبيب والعواصم الغربية، وبهذا تتغيّر المعادلات والموازين المعمول بها ووفقها، في المنطقة وخارجها”.

كما أشارت الصحيفة اللبنانية إلى أنه “طوال المدة الماضية تعد “إسرائيل” روسيا بوصفها رئة لإيران، فراهنت عليها كثيراً في أن تضغط على الجانب الإيراني بمعادلات وأخذ وردّ ومصالح متبادلة، لتحقيق ما لا يمكن لها أن تُحقّقه وراعيتها أمريكا مباشرةً، لكن المتغيّر الجديد وما يَعقبه من شأنه أن يقلب المعادلة، لتتحوّل إيران نفسها إلى رئة روسية، ما يعني بالضرورة والتبعية ضرراً استراتيجياً واسع النطاق لإسرائيل”.

أما عن ما ستدفعه روسيا ثمن هذه المساعدة الإيرانية، لفتت “الأخبار” إلى فرضيتين اثنتين: “أولاهما تزويد روسيا إيران، بتقنيات عسكرية متطوّرة، ليس من شأنها إقلاق إسرائيل فحسب، وشركائها الإقليميين أيضاً الجدد منهم والقدامى الذين سيعيدون التفكير في مقاربتهم العدائية لطهران”، وثانيتهما: “تتعلّق بنوع من الخدمات الإقليمية، بفرْض الإرادة الروسية الردعية لمجاراة المصلحة الإيرانية”.

وفي هذا الصدد أكد مسؤول “إسرائيلي” في تصريح لقناة “الحرة” الأمريكية ارتباط الملفين السوري والأوكراني بعضهما ببعض بالنسبة لـ “إسرائيل”، إذ قال: “على الرغم من أن السيطرة على بطاريات أس 300 لم يتم نقلها أبداً إلى الدولة السورية، فإن خطر استخدامها ضد الطائرات الإسرائيلية كان سبباً رئيسياً لرفض إسرائيل الطلبات الأوكرانية للحصول على عتاد عسكري، منذ بدء الغزو الروسي في شهر شباط”.

وفي حالة النفي الروسي والإيراني لصحة الأخبار المتداولة عن تزويد إيران لروسيا بالمسيّرات، نكون أمام حقيقة وحيدة ثابتة وهي حالة الاستنفار “الإسرائيلي-الأوروبي-الأمريكي” من هذا الخيار، الأمر الذي يؤكد أنه ثمّة قوة عسكرية وتحالفات في العالم من شأنها أن تقلب الموازين والمعادلات.

أثر برس 

اقرأ أيضاً