أثر برس

قمة الجزائر: ابتعاد عربي عن سوريا مقابل ملء فراغ إقليمي بديل

by Athr Press A

على الرغم من تأكيد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في العام الماضي أن سوريا يجب أن تكون حاضرة في القمة العربية الجارية في الجزائر، يبدو أن مشاورات تبون مع الدول العربية لم تتوصل إلى حسم ملف الحضور السوري، وهذا أدى إلى إعلان وزير الخارجية السوري فيصل المقداد قبل عقد القمة عن عدم حضور سوريا حرصاً على نزع فتيل أزمة تهدد نجاح القمة في الجزائر.

ويرى المحلل السياسي غسان يوسف في مقالٍ له عبر موقع “ميدل يست أونلاين” أن “سوريا لم تقبل بالعودة المشروطة من قِبل بعض الدول العربية التي تدخلت في الشأن السوري وعملت في العام 2011 على إقصاء سوريا من جامعة الدول العربية دون الحصول على الإجماع، وهذا مخالف لميثاق جامعة الدول العربية، ولكن حرصاً من سوريا والجزائر على عدم فشل القمة الحالية، أو زيادة الانشقاقات والاختلافات بين الدول العربية تم الإعلان من جانب سوريا عدم حضورها لقمة الجزائر”.

وعدّ يوسف بأن “سوريا عادت فعلياً إلى بيتها العربي، إذ إن عودتها الشكليّة إلى جامعة الدول العربية ليست إلا مسألة وقت”، مشيراً إلى أن “العديد من الدول العربية استأنفت علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا، حيث مسؤوليها بزيارات إلى دمشق واجتمعوا مع الرئيس بشار الأسد والمسؤولين السوريين، وعلى رأسهم دولة الإمارات العربية المتحدة التي أعادت فتح سفارتها في سوريا في 2018، وتبعها زيارة الرئيس بشار الأسد إلى الإمارات في آذار الماضي”.

وأوضح الكاتب أن ذلك جاء ضمن المقاربة الإماراتية التي تقوم على ضرورة تصفير المشكلات العربية، وعدم ترك الساحة لدول إقليمية ودولية لها أجندات معروفة، وإيماناً من قيادة الإمارات بضرورة وجود دور عربي فاعل لحل القضايا العربية وفي مقدمتها القضية السورية.

وأكد يوسف أن الانقسام العربي الذي عملت عليه الدول العربية من بينها قطر، وبدعم واضح من دول إقليمية_ لم يسمّها_ أضعف التعاون العربي المشترك سواء في المجالات الاقتصادية أو السياسية أو غيرها من المجالات، موضحاً أن “غياب سوريا لم يُسهم في حل المشكلة السورية، بل أطال من أمد الأزمة، بسبب التدخلات من بعض الدول العربية ودعم بعضها لمجموعات مسلّحة منها “داعش” و”النصرة” بالسلاح والمال، ودعم مجموعات انفصالية مدعومة من الولايات المتحدة ودول أوروبية كـ “قسد” دون الأخذ بالحسبان ارتدادات ذلك على وحدة الدولة السورية، وانعكاس ذلك على مستقبل الدول العربية الأخرى”.

وبحسب يوسف، فإن “ابتعاد الجامعة عن سوريا يعني أن دولاً إقليمية ودولية ستملأ الفراغ، لذا سيكون أفضل قرار تتخذه قمة الجزائر هو عودة سوريا إلى الجامعة دون قيد أو شرط، ودون الحصول على الإجماع باعتبار أن قرار تجميد عضويتها تم من دون إجماع”.

يشار إلى أن قمة الجامعة العربية 31 تنعقد اليوم في الجزائر تحت عنوان “لم الشمل”، وسبق أن أكد وزير الخارجية الأردنية أيمن الصفدي أن وزراء الخارجية العرب اتفقوا على ضرورة إنهاء الأزمة السورية مع وجود دور عربي قيادي لحلحلة تلك الأزمة، بحسب ما نقلته وكالة “سبوتنيك” الروسيّة.

أثر برس

اقرأ أيضاً