انطلقت أمس السبت قمة مجموعة العشرين “الافتراضية” برئاسة السعودية، وذلك بعدما عارضتها العديد من الجهات والمنظمات الحقوقية والدولية، إلى جانب توقيع 45 عضو من الكونغرس الأمريكي، على عريضة موجهة إلى وزير خارجيتهم مايك بومبيو، جاء فيها: “يتعين على حكومتنا أن تطالب بتغييرات جذرية في سجلّ المملكة العربية السعودية السيّئ في مجال حقوق الإنسان، وإذا لم تتّخذ الحكومة السعودية إجراءات فورية لمعالجة هذا السجلّ، فعلينا الانسحاب من قمّة مجموعة العشرين والتعهّد بجعل إصلاحات حقوق الإنسان شرطاً لجميع التعاملات المستقبلية مع الحكومة السعودية” هذه المعارضات وغيرها من العوامل أفشل قمة العشرين، الأمر الذي جعل هذه القمة محط اهتمام الصحف الأجنبية.
فنشرت “نيويورك تايمز” الأمريكية:
“في الشهر الفائت استخدم الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد جوزيف ستبليغتز خطاباً رئيسياً متعلقاً بالقمة نظمته السعودية وطلب الوقوف دقيقة صمت إحياء لذكرى خاشقجي، والنساء المعتقلات اللاتي تحدين الحظر على قيادة السيارة الذي رفع عام 2018 ولا يزال عدد منهن في السجن، وقال ستبليغتز حول هذه القمة: لو لم يتعامل هذا اللقاء مع انتهاكات حقوق الإنسان هذه وغيرها في الدول الأخرى، فلا أمل بتحقيق مجتمع شامل نعمل عليه جميعاً، ورفض رؤساء بلديات لندن ونيويورك ولوس أنجلوس المشاركة في مناسبة متعلقة بالمؤتمر، فيما نظم نشطاء حقوق الإنسان قمة بديلة ناقشوا فيها انتهاكات حقوق الإنسان في السعودية، كما عبّر نائب مدير الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة هيومان رايتس ووتش آدم كوغل، عن دهشته من شعار قمة العشرين وهي تقوية المرأة، في وقت تم سجن السعوديات البارزات أو دُفعن للمنفى أو الصمت. وموضوعهن يحتاج إلى اهتمام ولا يمكن سحبه تحت السجادة”.
وفي “ليبراسون” الفرنسية جاء:
“إن ولي العهد السعودي كان يعول كثيراً على حدث استضافة قمة مجموعة العشرين لاستعادة صورته وصورة بلاده على الساحة الدولية والتي ما تزال تتسم بجريمة اغتيال الصحافي جمال خاشقجي وحرب اليمن واستخدامات أخرى للقوة، إلا أن طموحاته تحطمت بسبب جائحة كوفيد19 التي هزمت أقوى منه بكثير.. والتعويض عن (الإعاقة الإعلامية) لقمة مجموعة العشرين عن بعد سيكون معقداً على الرغم من الجهود والاستثمارات المبذولة في الاتصالات الرقمية، فحتى مواهب ريتشارد أتياس (منظم الأحداث الكبرى في دول الخليج في السنوات الأخيرة) ليست كافية.. إن ميل المسؤولين السعوديين إلى تجاهل الصعوبات وإبراز نجاحاتهم ليس بالأمر الجديد. لكن “محمد بن سلمان يتناسب جيدًا مع لعبة المستبدين الجدد، مع وجود حقائق بديلة”.
وورد في “البايس” الإسبانية:
“كانت السعودية تتطلع في البداية إلى الاستفادة من رئاسة الدورة الحالية لمجموعة العشرين لإعادة الترويج لخطط ولي العهد وتبييض الانتهاكات التي تراكمت على مر السنوات، وشملت الانتهاكات تقييد الحريات، واغتيال الصحفي جمال خاشقجي على يد عملاء تابعين للحكومة السعودية، وحرب اليمن التي أدت إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة، وكل ذلك طغى على الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية التي عمل ولي العهد على تنفيذها”.
يبدو أن اجتماع قمة مجموعة العشرين لم يأت في التوقيت المناسب بالنسبة للمملكة السعودية، التي تعاني الكثير من قضايا حقوق الإنسان خصوصاً بعد خسارة ترامب في الانتخابات الرئاسية، إضافة إلى أن هذه القمة تزامنت مع نشاط واسع للمعارضة السعودية الخارجية التي تشدد على ضرورة تغيير الحكم في البلاد، والعمل على إيصال صوتها إلى منظمات دولية.