أثر برس

قوات كييف تخترق الجيش الروسي في أوكرانيا.. كيف يبدو المشهد الأوكراني بعد التطورات الأخيرة؟

by Athr Press A

بدأت القوات الأوكرانية، منذ الثامن من أيلول الجاري، بشن هجومٍ مضاد ضد القوات الروسيّة، في محاولة لتحقيق خروقات في الجبهات الممتدّة على طول 1500 كلم شمال شرقي أوكرانيا، حفّزها في ذلك، فائض العدد إلى جانب دفق الأسلحة الغربية والأمريكية، وانسحاب القوات الروسية من مناطق لاتعد أولوية بالنسبة لخطتها الرئيسة بحسب خبراء، فكيف بات المشهد في أوكرانيا بعد هذه التطورات الأخيرة؟

ميدانياً..

بعدما اكتفت القوات الأوكرانية، لأشهر بتعزيز خطوطها الدفاعية وتحصين مواقعها، شهدت جبهات ضواحي منطقتَي “خاركوف وإيزيوم”، يومي السبت والأحد الماضيين، انسحابات متسارعة للقوات الروسية، وصولاً إلى إخلاء الضفة الغربية لنهر “سيفيرسكي دونيتس” جنوب “إيزيوم”. فتمكّنت القوات الأوكرانية من السيطرة على القسم الشمالي من “إيزيوم”، في مقابل نجاح الروس في الاحتفاظ بالقسم الجنوبي منها.

وجاءت خطوة الانسحاب الروسية بهدف إفشال الخطّة الأوكرانية المتمثّلة في عزل التشكيلات الروسية في “إيزيوم وخاركوف” عن البعد الجغرافي الواقع تحت السيطرة الروسية، وفي موازاة ذلك، لم تتمكن القوات الأوكرانية في تحقيق خرق كانت ترجوه عند منطقة “ستاري كارافان” في اتّجاه “ليمان”، الأمر الذي لو نجحت فيه، كانت لتتمكّن من محاصرة معظم التشكيلات الروسية في اتّجاه “إيزيوم” وتهديدها بالإبادة.

وكانت القوّات الأوكرانية قد تمكّنت، في التاسع من أيلول، من اختراق خطوط الدفاع الروسية في بلدة “شيفتشينكوفو”، وواصلت تقدُّمها في اتّجاه جنوب مدينة “كوبيانسك”، مستعينةً بمجموعات تكتيكية خفيفة لتنفيذ عملية التفاف على مواقع تموضع القوات الحليفة لروسيا ومحاصرة المناطق السكنية، بحسب مانقلته صحيفة “الأخبار” اللبنانية.

ووفقاً لمحللين عسكريين، فإنه “على رغم هذا التراجع الروسي، إلّا أن الجانب الأوكراني يظلّ في المناطق التي سيطر عليها حديثاً، تحت خطر تلقّي ضربات من الجهات كافة، خصوصاً أن قدرة الروس على استقدام الدعم عبر الجوّ تفوق قدرة الأوكران”.

في المقابل، لا ترى القيادة العسكرية الروسية فيما يحدث “تحوُّلاً مصيرياً في المعركة التي تحتمل كرّاً وفرّاً”، وهي تَعتبر “أنها نجحت في سحب قوّاتها الأساسية، والبدء بتنفيذ عمليات خاصة خلف الخطوط، حيث سيواجه الأوكران مصاعب في تأمين خطوط الدعم وحماية مواقعهم المستحدَثة”، مشيرةً إلى أن “القوات الروسية تعاملت مع الهجوم الأوكراني بما لديها من تشكيلات وما استطاعت تأمينه من دعم، من دون اللجوء إلى وقف العمليات على المحاور الأخرى، أو سحب القوات المشاركة فيها لتعزيز تلك المتصدّية للحملة الأوكرانية”، وفقاً لوكالة “تاس” الروسية.

سياسياً..

أعلن “الكرملين”، اليوم الإثنين، أن التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا سيستمر حتى “تحقيق الأهداف”، وقال المتحدث باسم “الكرملين” دميتري بيسكوف: إن “العملية العسكرية الخاصة ستستمر حتى تتحقق الأهداف المحددة في البداية”، مشيراً إلى أنه “لا يوجد أي احتمال للتفاوض بين موسكو وكييف في الوقت الحالي”.

وقال بيسكوف رداً على سؤال عن رد فعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على إعادة تجميع القوات الروسية في أوكرانيا: “بالطبع كل شيء يحدث، أي أمر يقوم به الجيش خلال العملية الخاصة يتم إبلاغه إلى القائد العام”.

وفي معرض رده على سؤال عمّا إذا كانت قيادة الجيش لا تزال تتمتع بثقة بوتين، شدد بيسكوف على أن “العملية العسكرية الخاصة مستمرة وستستمر حتى تحقيق كل الأهداف التي تم تحديدها في البداية”.

من جهته، أقر رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأمريكي “مارك وارنر”، بأن “الهجوم المضاد للقوات الأوكرانية كان نتيجة عمل الاستخبارات الأمريكية مع الزملاء الأوكرانيين والبريطانيين”، مضيفاً: “ لقد نجحت هيئات الاستخبارات الأمريكية والبريطانية في إبقاء القوات الروسية في حالة توتر”، بحسب مانقلته شبكة “سي إن إن” الأمريكية.

وفي وقت سابق، نقلت صحيفة “نيويورك تايمز”، عن مسؤولين أمريكيين لم تسمهم، أن “الاستخبارات الأمريكية، وفي إطار زيادة التعاون مع أوكرانيا، قدمت المشورة لسلطات كييف بخصوص الهجوم المضاد على اتجاه خاركوف”.

وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، الأسبوع الماضي، أنها “ستقدم مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا بقيمة 775 مليون دولار، مضيفةً: “أن الولايات المتحدة سترسل 40 عربة من طراز “MRAP” التي ستسمح للأوكرانيين بالتحرك عبر المناطق الملغومة”.

ومع هذه الحزمة الأخيرة، تكون إدارة “جو بايدن” قدمت حتى الآن أكثر من 10 مليارات دولار كمساعدات عسكرية لأوكرانيا، وهذه هي حزمة التاسعة عشرة التي يقدمها “البنتاغون” لأوكرانيا منذ آب 2021.

وكانت روسيا قد أطلقت عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا في الرابع والعشرين من شباط الماضي، وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن هدف العملية هو “ تحرير مقاطعتي لوغانسك ودونيتسك في دونباس من القوميين الأوكرانيين المتطرفين”.

أثر برس

اقرأ أيضاً