خاص|| أثر برس صوت أول أمس برلمان إقليم “كتالونيا” لصالح الاعتراف بـ “الإدارة الذاتية” المعلنة من قبل قسد كـ “كيان سياسي”، وذلك بواقع تأييد 80 عضواً من البرلمان لمشروع القرار الذي تقدمت به أحزاب من الإقليم الإسباني، مقابل رفض 49 له، كما تم التصويت بغالبية 111 عضواً لإقامة علاقات اقتصادية مع قسد.
“الإدارة الذاتية” وفي بيان لها صدر يوم الخميس، رحبت بقرار اعتراف برلمان إقليم “كتالونيا” الإسباني سياسياً بها، وتقدمت بالشكر لمن سمتهم بالأصدقاء في إقليم كتالونيا، مثمنة مواقفهم التاريخية تجاه المنطقة، وهو – أي القرار الكتالوني- يعد من وجهة نظر قسد “تطوراً نوعياً ودليلاً على صواب منهج ومشروع الإدارة الذاتية بوصفه حلاً للأزمة الراهنة في سوريا”.
وفي حزيران الماضي دخل وفد من برلمان إقليم كتالونيا ذو النزعة الانفصالية عن التاج الإسباني، إلى الأراضي السورية بطريقة غير شرعية، والتقى بقيادات قسد وتجول في مناطق تحتلها شمال سوريا، وضمن جهود حثيثة لـ “الإدارة الذاتية”، لتحصيل اعتراف بوجودها ككيان سياسي من قبل حلفائها، لم تقدر على تحريك جمود المواقف بما في ذلك الأمريكية منها حيال هذه النقطة، فواشنطن التي تعتبر “قسد”، شريكاً في القتال ضد “داعش” في تصريحات مسؤوليها، لم تذهب نحو الاعتراف بها ككيان سياسي شبه مستقل او مستقل، ولم تذهب أساساً نحو الدفع بإشراكها في أي حوار سياسي حول الأزمة السورية أو بتمثيلها ضمن اللجنة الدستورية، وعلى الرغم من استقبال قيادات قسد في بعض العواصم، وتوقيع الأمم المتحدة اتفاقاً مع قائد قسد “مظلوم عبدي” لحماية أطفال المنطقة الشرقية من الحروب، إلا أن أحداً لم يعترف بـ “قسد”، ككيان سياسي مستقل.
يعد إقليم كتالونيا من بؤر التوتر السياسي في أوروبا نتيجة لرغبة أحزابه السياسية بالانفصال عن إسبانيا، وبعد نتائج تصويت البرلمان الكتالوني على الانفصال وإعلان كتالونيا جمهورية مستقلة من طرف واحد، أصدرت الحكومة الإسبانية قراراً بحل البرلمان وملاحقة قادة الانفصاليين، ما دفعهم للفرار نحو بلجيكا، ولا يوجد أي دولة أو طرف سياسي يعترف بـ “كتالونيا”، خارج إطار التعريف الإسباني بكونها إقليم يتمتع بحكم ذاتي تحت سيطرة الحكومة الإسبانية في مدريد.
يرفع الكتالونيون الانفصاليون شعار “الاستقلال ولا الذل”، لتأطير عملهم واتهام الحكومة الإسبانية بممارسة الاضطهاد السياسي والاقتصادي للإقليم الذي تعد مدينة” برشلونة” عاصمة له، وقد بني قرار اعتراف كتالونيا بـ “قسد”، على أساس تحريض ودفع من قبل شخصيات نسوية في البرلمان باعتبار أن الإدارة الذاتية تشكل حالة من “ثورة المرأة على النظام الأبوي”، علماً أن كتالونيا تمتلك علاقات قوية مع إقليم كردستان العراق ذو النزعة الانفصالية أيضاً، الأمر الذي يشير لوجود رغبة كتالونية بتشكيل علاقات مع الانفصاليين الذين يمسكون بأحلام سلطوية كأحلام قادتها، ما يذكر بالمثل الشعبي القائل: “غراب يقول لغراب آخر.. وجهك الأسود جميل”.
محمود عبد اللطيف