أثر برس

كتب زياد غصن.. “قيصر” يراقب ويتدخل: معبر نصيب الحدودي “ينام” باكراً!

by Athr Press B

زياد غصن ـ خاص|| أثر

على خلاف ما أشاعته التحركات السياسية والاقتصادية الأخيرة لجهة إمكانية حصول انفتاح اقتصادي عربي على سوريا، فإن معبر نصيب الحدودي بين سوريا والأردن، والذي تعكس حركته طبيعة العلاقة القائمة بين دمشق وعمّان، لا بل بين معظم دول المنطقة، لا يزال يغلق أبوابه أمام حركة المسافرين والشاحنات المحملة بالبضائع باكراً، وتحديداً قبل حلول الساعة السادسة مساءً، وهو ما ترك تأثيراته على حجم المبادلات التجارية، وعدد السيارات الشاحنة العابرة ترانزيت نحو دول الخليج.

وحسب ما يشير صالح كيشور رئيس اتحاد شركات النقل الدولي فإن الجانب السوري قدّم الكثير من التسهيلات والخطوات لجهة تخفيض الرسوم وتسريع إجراءات العبور لإعادة تشغيل المعبر بطاقته الإنتاجية الطبيعية، لكن الإجراءات المتخذة من قبل الجانبين الأردني واللبناني لزيادة حجم تجارة الترانزيت لم ترقَ بعد إلى المستوى المطلوب، أو على الأقل لم يتم تبني إجراءات مشابهة لتلك التي قام بها الجانب السوري أو تلك التي أكد رغبته بتنفيذها فيما لو تم تنفيذ مبدأ المعاملة بالمثل.

ويؤكد كيشور في تصريح خاص لـ “أثر برس” أن الوضع الراهن لعمل المعبر والإجراءات المطبقة لا تسمح بزيادة أعداد السيارات الشاحنة المحملة بالبضائع بالاتجاهين، وهو ما ينعكس على حجم السلع والبضائع وانسيباها بين الجانبين، وعلى حجم الصادرات اللبنانية المتجهة نحو الأردن ودول الخليج العربي.

وخلال زيارة الوفد الاقتصادي الأردني مؤخراً إلى دمشق جرى طرح الموضوع ومناقشته، وكانت هناك وعود وأمنيات نأمل أن تتحقق قريباً.

وتأكيداً على ذلك، تظهر بيانات التجارة الخارجية السورية خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي، أن قيمة المستوردات السورية من الأردن بلغت حوالي 24.9. مليون يورو متجاوزة بذلك قيمة المستوردات خلال العام 2020 كاملاً، والبالغة حوالي 23.6 مليون يورو. وهو تطور لم تحققه الصادرات السورية إلى الأردن نتيجة العوائق والإجراءات الأردنية، ووفقاً للبيانات الرسمية المذكورة سابقاً، فإن قيمة الصادرات السورية إلى الأردن لم تتجاوز خلال الأشهر التسع الأولى من العام الماضي حوالي 18 مليون يورو، بينما وصلت قيمتها خلال العام 2020 كاملاً إلى حوالي 19.7 مليون يورو .

وهذا يتوضح أيضاً مع البيانات المتعلقة بعدد السيارات الشاحنة القادمة أو المغادرة للمعبر، إذ تسجل البيانات الرسمية دخول أكثر من 1797 شاحنة إلى سوريا من المعبر خلال العام 2021 منها 850 شاحنة سورية، و650 شاحنة أردنية، أما عدد السيارات الشاحنة المغادرة لسوريا عبر المعبر فقد وصل خلال العام الماضي إلى حوالي 995 سيارة منها 659 سيارة سورية، و394 سيارة سعودية.

 

قيصر يراقب

تذهب معظم التحليلات إلى أن حالة التفعيل الجزئي، التي يعيشها اليوم معبر نصيب الحدودي، وتوقف العمل فيه عند السادسة مساء، سببه الضغوط الأمريكية على الجانب الأردني، والرامية إلى الحيلولة دون عودة العلاقات التجارية والاستثمارية بين الجانبين إلى سابق عهدها، إذ أنه رغم الموافقة الأمريكية على استثناء مشروع نقل الغاز المصري والكهرباء الأردنية إلى لبنان عبر الأراضي السورية من عقوبات قانون “قيصر”، إلا أن الإدارة الأمريكية لا تزال تراقب عن كثب التحركات الاقتصادية للجهات الأردنية الرسمية والخاصة، وتتدخل بشكل مباشر عبر الملحقية التجارية في العاصمة الأردنية، التي يحذر ملحقها بين الفينة والأخرى الفعاليات الاقتصادية من “مغبة” خرق قانون قيصر بحسب ما تؤكد بعض الفعاليات الأردنية، التي زارت سوريا مؤخراً، وبحثت سبل تفعيل العلاقات الثنائية واستثمار الإمكانيات المتاحة بما يعود بالنفع على مصالح البلدين.

وفي هذا السياق، تنفي مصادر سورية خاصة لـ “أثر برس” أن يكون إغلاق المعبر في هذا التوقيت يحمل في طياته أية مخاوف أمنية، مشيرة إلى أن الطريق الذي يمتد من العاصمة دمشق، وحتى المعبر بات آمناً بشكل كامل، كذلك الأمر بالنسبة لمحيط المعبر.

ومثل هذه المخاوف لم تطرح سابقاً من قبل الجانب الأردني خلال الاجتماعات والنقاشات، التي جرت سواء عند عودة افتتاح المعبر أم لاحقاً.

وتكشف مصادر في وزارة النقل السورية أن الوزارة طلبت من نظيرتها الأردنية فتح المعبر أمام انتقال الأفراد والبضائع على مدار اليوم، وعندما اعتذر الجانب الأردني عن تلبية الطلب، عادت الوزارة لتقترح تمديد ساعات فتح المعبر إلى ما بعد الساعة السادسة، لكن الجانب الأردني اعتذر عن تحقيق ذلك في الوقت الراهن. مع الإشارة إلى أن موعد إغلاق المعبر سابقاً كان عند الساعة الرابعة، وبعد العام 2019 جرى تمديده للساعة السادسة بناء على طلب الجانب السوري.

اقرأ أيضاً