أثر برس

كشفية الطبيب النفسي تصل لـ 50 ألف ل.س.. 93 حالة انتحـ.ـار خلال 6 أشهر وأكثرها في حلب

by Athr Press G

خاص|| أثر برس سُجلت في دمشق أول أمس حالة انتحار جديدة لشاب في العقد الرابع من عمره بمنطقة الحمراء، وأعقبها يوم أمس تسجيل حالة انتحار أخرى وهي لرئيس بلدية جبلة “لؤي محمود كامل يوسف” عن طريق طلق ناري أطلقه على نفسه داخل مكتبه.

ومع تسجيل هاتين الحالتين، يتخطى عدد حالات الانتحار المسجلة في سوريا منذ بداية العام حتى نهاية حزيران الماضي الـ 93 حالة منها 69 ذكور و24 أناثـ وفق تصريح مدير عام الهيئة العامة للطب الشرعي الدكتور زاهر حجو لـ “أثر برس”.

وتتصدر حلب القائمة بـ 25 حالة انتحار بينما ريف دمشق 19 حالة، وطرطوس 12 حالة، في حين تبقى الكثير من حالات الوفاة غير مسجلة كـ”انتحار” بسبب خوف عائلة المنتحر من المجتمع، أو يكون الانتحار من خلال تناول كمية كبيرة من الأدوية فتسجل حالة وفاة.

وعن أسباب تزايد حالات الانتحار في سوريا في السنوات الأخيرة تشرح الدكتورة رندا رزق الله وهي معالجة ومحللة نفسية: “إن الانتحار هي ظاهرة لها جذران الأول بيولوجي نفسي عصبي والثاني بيئي اجتماعي، واضطرابات المزاج هي المسؤول الأول عن الانتحار، كالاكتئاب، واضطراب ثنائي القطب والهوس، وكذلك حالات الإدمان على المهلوسات والمخدرات”.

وتكمل الدكتورة رندا بحديثها مع “أثر”، وهي عضو هيئة تدريسية سابق في جامعة دمشق: “في سوريا اليوم يتراجع العلاج الدعم النفسي نتيجة هجرة الأطباء والمعالجين وندرة الأدوية الفعالة وغلائها الفاحش مما يجعل المريض النفسي يعاني أشد حالات الألم دون أي مساعدة أو علاج”.

أما عن الأسباب التي تخص السوريين تقول: “دمرت الحرب وما أتى بعدها من فساد البنية الاقتصادية التي كانت تؤمن أساسيات الحياة المناسبة للإنسان من غذاء ومتطلبات معيشية ملحة، نتج عن غيابها صعوبة في العيش وإحساس بالتفاهة واللا جدوى وانعدام القيمة الإنسانية للحياة، بالإضافة إلى فقدان الإحساس بالقيمة في العمل نتيجة الفساد المستشري في معظم الوظائف العامة والخاصة، فالشباب السوري اليوم من خريجي الجامعات يمكثون سنوات طوال ريثما يجدوا فرصة عمل، وعندما يجدون هذه الفرصة لا يكفي راتب الوظيفة أجرة مواصلاتهم”.

وفي الحديث عن ما أفرزته الحرب وتأثيره على نفسية السوريين، تقول: “أفرزت الحرب الهمجية في سوريا فقدان الدعم الأسري نتيجة تفكك معظم الأسر وتوزعها في بلاد المهجر فأصبح السوري يعيش غربة موجعة وهو داخل بلده”.

وبرأيها، فإن “كل ما سبق من أسباب أدى إلى تزايد حالات الانتحار ومحاولات الانتحار، حيث أن الأعداد غير المعلنة أكثر بكثير من المعلنة”.

وتضيف: “فالمعاناة النفسية ضمن أصعب شروط الحياة والعمل، والأفق المسدود هي عنوان المرحلة التي يعيشها السوريين اليوم”.

وتختم حديثها بالقول: “نسمع الشباب السوري اليوم يردد مقولة لجون ستيوارت ميل (أن سؤالك يا صديقي عن السعادة يثير لدي التعاسة)”.

ويقابل هذه الأوضاع تخوفاً من البوح أو الاعتراف بالتعب النفسي بسبب نظرة المجتمع السوري للأمراض النفسية والذي يعتبر أن المريض النفسي “مجنون”.

أضف لذلك أن سوريا تعاني من نقص في كوادر الطب النفسي، فيوجد في سوريا فقط 70 طبيب اختصاص أمراض نفسية يعمل ضمن العيادات والمشافي بشكل فعلي، وفقاً لرئيس رابطة الرابطة السورية للأمراض النفسية، الدكتور مازن خليل في تصريح لـ “أثر برس” وتصل أجور زيارة طبيب نفسي (كشفية) حتى 50 ألف ليرة سوريا.

حسن علي

اقرأ أيضاً