أثر برس

كلفة العزيمة في رمضان تتجاوز 200 ألف ل.س.. هل ما زال السوريون يحافظون على هذه العادة؟

by Athr Press B

خاص|| أثر برس مع دخول شهر رمضان المبارك ما زالت كثير من الأسر تحافظ على العادات والتقاليد الاجتماعية وتلتزم بدعوة أقاربها إلى الإفطار (العزائم) حيث تقدم أصناف الطعام بمختلف أشكالها، وعلى الرغم من أن الجميع يسعد بهذه العادة (والجمعة) والموائد التي تكون فرصة للقاء بعد الانشغال في الحياة العامة، إلا أن المشكلة تكمن في الإسراف في تقديم الطعام على هذه الموائد والذي يكون دائماً زائداً عن إمكانيات رب الأسرة الذي يمكن أن يبقى لأشهر يتحمل تبعات مصاريف شهر رمضان التي كانت فوق طاقته وأتت أحياناً على مدخراته.

اليوم انقلبت الموازين وتغيرت الأحوال وهناك أسر غيّرت عاداتها عن العزائم والولائم بسبب الحالة الاقتصادية السيئة؛ فكلفة العزيمة اليوم تتراوح ما بين 200 إلى 250 ألف فأقل ما يمكن من الضروري تحضير تقريباً 3 أصناف من الطعام مع الحلويات أو الفواكه بعد الانتهاء من الإفطار.

ويوضح محمد (موظف) لـ “أثر” أنه مع بداية شهر رمضان لا يستطيع إلا أن يبدأ يومه الأول بالعزائم التي غالباً ما تكون مخصصة لأهله وأخوته الأمر الذي يحتّم عليه إعداد أفضل أنواع الطعام وبكميات كافية وبأصناف متنوعة، ما يشكل عبئاً مالياً كبيراً عليه خاصة مع ارتفاع أسعار السلع الغذائية بشكلٍ جنوني؛ ولكن بحسب قوله هذه عادات متوارثة لا يستطيع الاستغناء عنها حتى لو اضطر للاستدانة.

أما حسن فقد حاول الاقتصاد في حجم الإنفاق خلال هذا الشهر الفضيل؛ لكن من دون جدوى، فراتبه ينفذ خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان المبارك لذلك فقد ألغى العزائم من قائمة المصاريف علها تسد جانب آخر، بحسب ما قاله لـ “أثر”.

وأضاف حسن: “ثقافة الاستهلاك باتت متأصلة في مجتمعنا، وتزيد وضع بعض الأسر سوءاً، ما يدفع بعضهم إلى الاستدانة لتغطية تكاليف الشهر، وهذا بالتالي ينعكس سلباً على الأسر ويثقلها مادياً خصوصاً مع ارتفاع المواد الاستهلاكية واللحوم والدجاج بمختلف أصنافها”.

أما خولة (ربة منزل) بيّنت لـ “أثر” أن الطعام الذي يُعد خلال شهر رمضان المبارك لأسرة مكونة من خمسة أفراد يكفيها ليومين متتاليين، لذلك فقد ألغت قصة العزائم من عاداتها لأن ذلك يحتاج إلى “ميزانية شهر كامل”.

بينما كان لغازي رأي مغاير فهو لن يلغي قائمة العزائم من برنامج لقائه بأقربائه وأهله خلال شهر رمضان، وأكد أنه ينفق ضعف ما ينفقه في الأشهر الأخرى؛ لأن كل ما يتم إعداده يكون مضاعفاً سواءً في الطعام أو الشراب، فعندما يقوم بإعداد عزيمة أو وليمة يدعو من خلالها أهله وإخوته إليها فمن وجهة نظره تكفي لأن خيرات شهر رمضان كثيرة.

أما أيمن بيّن لـ “أثر” أنه مطالب بتوفير جميع المتطلبات المنزلية خاصةً أثناء العزائم من أجل أن تصبح المائدة الرمضانية متنوعة وتحتوي على كل الأصناف، وأن يكون على قدر العزيمة، مشيراً إلى أن الطعام الذي يعد للوليمة أو العزيمة يبقى لمدة ثلاثة أيام نظراً لتنوع الأطباق.

دينا عبد ــ دمشق

اقرأ أيضاً